ثم إن بحر جردوا بعد أن يجرى مغربا نحو ساعة يوجد به نصبة تقسمه قسمين:
القبلى لناحية ديسيا والبحرى لباقى بلاده، وفى شمال المناشى المعروفة بمناشى الخطيب إلى جهة الشرق نصبة أيضا ينقسم ذلك البحر عندها أربعة أبحر القبلى للمناشى وما يليه لأوسية جردوا وما يليه لجردوا نفسها، والرابع لناحية طبهار ذات البساتين والنخيل والزيتون الكثير والكروم التى عنبها كبيض الحمام إلا أنه قليل الحلاوة وفى ناحية طبهار بيت أولاد مؤمن كانوا من الملتزمين ولهم شهرة فى الكرم ومنهم حسن مؤمن وأخوه كان كل منهما ناظر قسم زمن العزيز محمد على باشا والآن عمدة الناحية منهم
(جرزة) قرية من القسم القبلى من مديرية الجيزة ويقال لها جرزة الهواء، وهى على كيمان قديمة غربى السكة الحديد بنحو مائة قصبة على شاطئ اللبينى، وفى شرقيها كفر جرزة، وفى قبليها الرقة الغربية فى مقابلة الهدار الذى بجسر الرقة الفاصل بين مديرية الجيزة وبنى سويف، وأمامها جزيرة تسمى جزيرة جرزة تزرع فيها وقت نقصان النيل القثاء والخضر والدخان، وبين جرزة والجبل الغربى مسافة نحو أربعمائة قصبة عبارة عن ألف وأربعمائة متر تقريبا، وهو أضيق محل بين البحر والجبل الغربى، ويمتد هذا الضيق نحو اثنى عشر ألف متر وآخره جسر المعرقب الذى بين الجبل والبحر بحرى قناطر العجوز الواقعة فى حسر الساحل تمر عليها سكة الحديد للوجه القبلى، وهى تسع عيون قبلى كفور بركات رسمها محمد أفندى الجزى وكيل باشمهندس الجيزة سنة ١٢٤١ وقت أن كان محمد بيك الدفتردار حكمدار عموم الوجه البحرى والجيزة.
وفى بحرى ذلك الجسر قريتا طهمة والمحرقة كلاهما فى حوض طهمة، وفى جنوب جرزة الشرقى فى مجرى جسر الرقة العمودى بنحو مائة وعشرين مترا قنطرة أيضا بسبع عيون تعرف بقنطرة الرقة تولى بناءها بالمقاولة رجل أرمنى اسمه الخواجة خريستو وذلك سنة ١٢٥٥ هجرية وعمل رسمها بمعرفة ديوان المدارس مدة نظر المرحوم بهجت باشا كجملة قناطر، قاول عليها الخواجة المذكور وبناها على حسب رسم الديوان وهى قنطرة دهشور، وقنطرة سقارة وقنطرة شبرمنت وجميعها فى غاية الحفظ والمتانة إلى الآن.