وبها ديوان المديرية مستوفى بأبنية حسنة ومحكمة شرعية كبرى لها الحكم فى عموم القضايا الشرعية من نحو البياعات والاسقاطات والرهونات والأيلولات فى مواد الأطيان وخلافها بخلاف باقى محاكم مديريتها فإنها كانت ليست مأذونة بعقد بيع الأطيان ولا بمهمات الأمور، بل بالمواد الجزئية مثل الأنكحة ونحوها.
وهى ثلاث محاكم محكمة قسم أول بناحية إنبابة ومحكمة قسم ثانى بالبدرشين ومحكمة شرق أطفيح كانت بالكداية ثم صارت فى طرا، وبها جوامع عدة كلها عامرة وزوايا معدة للصلاة وأشهر جوامعها الجامع القديم المعروف بجامع أمير الجيش، وبها مقامات شهيرة لبعض الأولياء، مثل مقام سيدى سعد الدين، وسيدى زرع النوى، ومقام الكوفى والصابر وأبى شعبان وغيرهم، ولهم موالد كل سنة فى رجب وشعبان كموالد المحروسة، واكتساب أهلها من الزراعة والحرف والتجارة وأبنيتها وملبوسات أهلها كما فى المحروسة، وسوقها السلطانى كل يوم أحد خلاف السوق الدائم.
وهى مشهورة باعتدال الهواء وكانت مأوى الغز من قديم الزمان، وأنشأ بها العزيز محمد على مدرسة للسوارى تشتمل على ثلثمائة وستين نفسا عبارة عن ثلاث أورط كانت تحت نظارة وران الفرنساوى وقد رآها الدوكد يوراجوس فأعجبته وشهد بمحاسنها وقال: إنها تعادل مدارس أوربا فى تعليماتها ومهارة أهلها، وقد تكلمنا عليها من ضمن المدارس فى كتابنا الموضوع لذلك.
وبالمدينة من الجهة البحرية وابور مياه للدائرة السنية، وفى جنوبه قصر بجنينة لمصطفى باشا الجردلى، وبجواره قصر لمحمد باشا رضا، وقصر بجنينة لزعيم زاده، وقبلى ذلك سراية بجنينة للمرحوم حسن باشا المنسطرلى، ومن قبليه شونة غلال وملح تعلق الميرى واسبتالية وقصر مشيد لعنتبلى بيك، وبجوار ديوان المديرية قصران، أحدهما من إنشاء صفر باشا والآخر من إنشاء أحمد باشا طاهر، وبجواره أيضا من الجهة الغربية جنينة تشتمل على الفواكه والأزهار من إنشاء المرحوم على باشا برهان، وبجواره من قبلى منازل للمرحوم فاضل باشا ودكاكين وجامع فيه مقام ولى الله الكردى وبها سلخانة.