وبجوار المدينة من بحرى جسر سلطانى أنشأه الخديوى إسمعيل باشا ممتد من البحر إلى الجبل الغربى يعرف بجسر أهرام الجيزة تحفه الأشجار من الجانبين يمر به المتفرجون على الأهرام والآثار القديمة، وعمل به قناطر وبرابخ تمر فيها المياه للرى.
وفى آخره عند سفح الجبل بنى رباطات واصطبلاطات، وبنى بجوار الأهرام من الجهة البحرية إلى الشرق سراى مشيدة فى غاية الزخرفة وأنشأ أيضا بحرى الجسر المذكور سراى بجنينة نحو خمسمائة فدان كل فدان أربعة آلاف ومائتا متر مربعة الأضلاع كل ضلع ألف متر وأربعمائة وثلاثون مترا يحيط بها سور مبنى بالدبش والمونة يمتد من بحرى مدينة الجيزة مغربا إلى السكة الحديد ومبحرا بشاطئ البحر الأعظم بتفصيلات لم ترها عين ناظر ولم يحم حولها فكر مفكر.
وقد اشتملت تلك الجنينة من العجائب على ما يبهر العقول من الشلالات والجبلايات والأزهار والرياحين والطيور والوحوش والحيوانات الجبلية الموضوع كل نوع منها فى مقاصير خاصة به مع رفع أرضها بحيث لا تنضح فى زمن الفيضان وإحاطة ماء النيل بها وبجوار سورها طريق مفروشة بالرمل وصغار الحجر مغروسة من الجانبين بأشجار مظلة من السكة الحديد إلى البحر، وفى شمال تلك الطريق إلى جهة الغرب بنى أيضا سرايتين عظيمتين بجنائن وبساتين/تحيط بهما أسوار مبنية بالدبش والمونة نحو ثلاثة وتسعين فدانا، إحداهما سراية نجله حسين باشا، والأخرى سراى نجله المرحوم حسن باشا وعمل سكة منتظمة منضدة بالأشجار من الجانبين من الباب الذى فى السور البحرى إلى جنينة سراى الجيزة، ثم تمتد إلى جهة الشمال حتى تصل إلى سراى دولتلو المرحوم توسون باشا المعروفة بسراى بولاق التكرور التى أعدها له الخديوى المذكور وعمل سكة أيضا بالأوصاف المتقدمة مبتدأة من الكبرى المعروف بكبرى الإنكليز إلى السكة الحديد، وبآخر تلك السكة أنشأ محطة عمومية لركاب السكة الحديد، ولم تزل التنظيمات والإصلاحات جارية بمواقع تلك السرايات، والقصد اتصالها بالجزيرة العامرة التى تجاه بولاق المحروسة التى كان جاريا بها الردم والتنظيمات أيضا، ويبلغ مقدار ما به التنظيم من الجيزة إلى الجزيرة نحو ألف وخمسمائة فدان.