للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطفيح ورجع منهم طائفة إلى الجيزة وأحاطوا بعرضى الباشا فأرسل طوسون باشا إلى أبيه فركب ونزل من القلعة فى سادس ساعة من الليل وعدى إلى البر الغربى.

وفى عشرين من الشهر حصل الفشل بين المصريين وتبين أن الذين كانوا عدوا إلى البر الشرقى ثلاثة من الأمراء الألفية نعمان بيك وأمين بيك ويحيى بيك، وذلك أنهم لما تصالحوا مع الباشا واختص الباشا بأميرهم شاهين بيك وأغدق عليه فكان لا ينظر لأمرائه بل اختص بكل ما يتحصل من الإيرادات، فحقدوا عليه وعلم منهم الباشا ذلك فراسلهم سرا ووعدهم بمقصودهم بعد أن نقض شاهين بيك عهده فانفصلوا عن شاهين بيك وعدوا إلى البر الشرقى وحال البحر بين الفريقين ووصل إليهم مصطفى كاشف المرلى بمرسوم الباشا واجتمعوا معه عند عبد الله أغا المقيم بناحية بنى سويف ثم سافروا إلى مصر فقابلوا/الباشا فخلع عليهم، وكانوا يزيدون عن المائتين، وأنعم عليهم بمائتى كيس لكل كبير وأمر لكل أمير منهم بسبعة آلاف ريال لعمارة منزله، وحولهم بذلك على المعلم غالى.

ولما شاع أمر هذا الفشل، رجع من كان عازما من القبائل والعرب على الانضمام إليهم وطلبوا الأمان من الباشا فأمنهم ودخلوا تحت الطاعة ثم إن الباشا رحل بعساكره إلى قناطر اللاهون وجلى المصريين عنها وعن الفيوم ووصل إلى البهنسا من غير حرب، وكان حسن باشا وعابدين بيك بطائفة من العساكر قد صعدوا إلى قبلى وملكوا البنادر إلى جرجا واستقر دبوس أغلى بمنية ابن خصيب ثم سار الباشا بعسكره إلى أن التقى مع المصريين عند دلجا والبدرمان وتقاتل معهم فكانت النصرة له -انظر الكلام على دلجا-ثم حصل الصلح مع شاهين بيك بواسطة حسن باشا ورجع إلى مصر وتقابل مع الباشا وانكسرت شوكة المصريين من حينئذ، انتهى.

(جزيرة أسوان) قرية بالصعيد الأعلى فى غربى البحر تجاه أسوان من الجهة الغربية بها قليل من النخل وزمامها نحو خمسين فدانا وزرعهم الذرة والبسلة والحشيش لأكل المواشى والشعير والمقائى.

وقال مرييت فى كتاب التاريخ أن فراعنة العائلة السادسة تنسب إلى جزيرة أسوان وكانت مدتها مائتين وثلاث سنين، وقال دساسى: إن جزيرة أسوان فى زمن