للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصل إلى البسطة يكون الارتفاع أربعة أذرع كاملة، وقد بينا فوق البسطة وعلى جدران البئر الذراع الخامس والسادس والسابع والثامن إلى السابع عشر، فحصل من ثلاثة عشر ذراعا فوق البسطة وأربعة تحتها، وكتبنا فوق العاشر فقط لفظ العشرة وقسمنا عرض كل ذراع بخط رأسى إلى قسمين، جعلنا فيهما تقاسيم الذراع ستة أقسام كل قسم ينقسم أربعة أقسام لبيان القراريط، وكتبنا فوق الذراعين التاسع والعاشر، وفى ارتفاع الرابع عشر هذه الأبيات وهى من نظم الفاضل الجليل السيد على أبى النصر وسيأتى ترجمته فى منفلوط:

حقا على أسوان تبدى شكرها … لمليك مصر الداورى إسمعيل

أحيا بها المقياس بعد ذهابه … بتجدد التقسيم والتفصيل

من بعد ألف وهو فى حجب الثّرى … أبدى معالمه بخير دليل

الماهر الفلكى محمود الذى … جلت معارفه عن التفصيل

أبقى التقاسيم التى وجدت به … وبغيرها حلاه للتعديل

قالت له أسوان فى تاريخها … أرقيت بالمقياس بحر النيل

يعنى ألفا ومائتين وستة وثمانين هجرية، وفى هذا المقياس تكون التحاريق على ذراع منه وغاية الزيادة سبعة عشر ذراعا فالزيادة الحقيقية ستة عشر ذراعا فى هذا المقياس، وأما فى مقياس الروضة فأربعة عشر ذراعا فقط، انتهى مترجما من اللغة الفرنساوية.

وقد تكلم هيليودور على مدرسة للكهنة الذين كانوا فى خدمة النيل فى معبد قريب من جزيرة أسوان يظن أنه من بناء منفتا للمقدس كنوفيس معدل أحوال بئر المقياس التى كانت فى مقابلته يعرف بها ارتفاع النيل فى أعظم الزيادة وأعظم التحاريق، وذكر أزيب أنه كان بجزيرة أسوان أيضا تمثال للشمس، وكانوا كل سنة يجيزونه النيل فى جهة الليبيا وقت زيادته، وكان فى صورة رجل رأسه رأس حمل وقرونه قرون جدى، انتهى.

ومن جميع ما تقدم يعلم أن جزيرة أسوان كانت مدينة كبيرة قد صيرتها أيدى الأزمان إلى ما هى عليه الآن.