واحد قرعوا درقاتهم برماحهم، وقالوا مادام هذا معنا نتخذ أوطانا جديدة وكشفوا عن عوراتهم كما مر.
فلما ترفعوا عن الذل وآثروا عن النفوس على حب الأوطان والأولاد وخرجوا عما عليه غيرهم من حب الولد والوطن وأظهروا البسالة والشهامة تحصلوا على أوطان غير أوطانهم وتمكنوا من الإقامة فيها وأدخلوا فيها تمدن المصريين أ. هـ.
ثم فى الجنوب الشرقى لجزيرة أسوان مقياس قديم للنيل استكشفه الفرنساوية زمن استيلائهم على بلاد مصر وشرحوه فى خططهم ومن التقاسيم التى على جدرانه اتضح لهم: أن الذراع المستعمل فيه كان مقداره اثنين وخمسين سنتيمترا، وفى سنة ألف وثمانمائة وسبعين ميلادية فى زمن الخديوى إسمعيل باشا صار ترميمه والتعويل عليه فى معرفة زيادات النيل وذلك بمباشرة الأمير الجليل صاحب المعارف والعوارف أخينا محمود باشا الفلكى، وقد تكلم عليه فى رسالة له فقال إنه فى مقابلة مدينة أسوان على النيل فى النهاية الجنوبية الشرقية لجزيرة أسوان ويهبط له الإنسان من سلم عدد درجه اثنتان وخمسون درجة فيصل إلى بسطة وينعطف يمينا ثم يهبط اثنتى عشرة درجة فيجد بابا يخرج منه فيصل إلى ماء النيل وماء النيل يدخل من هذا الباب ومن فتحات فى الحائط.
وقال أيضا إنه بعد أن نظفت/البئر من الأتربة، وجدنا على الحائط التى على شمال الهابط وفى مواجهته فوق البسطة مقياسا قديما منقسما سبعة أقسام، أحدها به اثنان وأربعون قسما عبارة عن ثلاثة أذرع، ومنها أربعة يشتمل كل واحد منها على ثمانية وعشرين قسما عبارة عن ذراعين والاثنان الباقيان ينقسم كل منهما إلى أربعة عشر قسما، عبارة عن ذراع واحد، ومجموع كل ذلك ثلاثة عشر ذراعا، عبارة عن ستة أمتار وثمانمائة وخمسة وتسعين ملليمترا، واستنتج من ذلك أن الذراع ثلاثة وخمسون سنتيمترا.
قال وقد أبقينا التقاسيم القديمة على حالها ورسمنا بقربها مقياسا جديدا على جدران البئر واستعملنا لطول الذراع أربعة وخمسين سنتيمترا مثل ذراع مقياس جزيرة الروضة، وجعلنا سفل المقياس على أربعة أذرع، عبارة عن مترين وستة عشر سنتيمترا منحطة عن البسطة الكائنة بعد الاثنتين وخمسين درجة بحيث إن الماء متى