وهى قبيلة عظيمة وفيها بطون كثيرة، وهى أكثر عرب الصعيد وكانت مساكنهم فى بلاد قريش فأخرجتهم قريش بمساعدة عساكر الخلفاء الفاطميين ونزلوا فى بلاد إخميم أعلاها وأسفلها، وروى أن بليا وبطونها كانت بهذه الديار وجهينة بالأشمونين جيرانا بمصر كما هم بالحجاز فوقع بينهم واقع أدّى إلى دوام الفتنة فلما خرج العسكر لإنجاد قريش على جهينة خافت بلى فانهزمت فى أعلى بلاد الصعيد إلى أن أديلت لقريش وملكت دار جهينة، ثم حصل بينهم جميعا الصلح على مساكنهم المذكورة.
وقوله فى بلاد قريش قال فى تلك الرسالة وكانت بلاد الأشراف التى ينزلون بها هم ومواليهم وأتباعهم من الأشمونين إلى بحرى أتليدم قال: وكان بمصر من العرب لما قدم الغز صحبة أسد الدين شيركوه إلى مصر: طلحة، وجعفر وبلى، وجهينه، ولخم وجذام وشيبان، وعذرة، وطيئ، وسنبس وحنيفة ومخزوم، انتهى.
(جوجر) قرية من مديرية الغربية بمركز سمنود على شاطئ فرع دمياط الغربى، كانت فى السالف بلدة كبيرة ذات شهرة تقرب مساحتها من عشرين فدانا، وهى الآن قريتان صغيرتان لا يبلغان عشر أصلهما يفصلهما تل قديم، وفيهما جملة من مقامات الأولياء بعضها على هذا التل وبعضها فى خلال القريتين وأكثر أهلها مسلمون وبها مسجد جامع.
وقال المقريزى عند ذكر كنائس اليهود أن هذه القرية من القرى الغربية وبها كنيسة لليهود من أجلّ كنائسهم، ويزعمون أنها تنسب لنبى الله إلياس وأنه ولد بها وأنه كان يتعاهدها فى طول إقامته بالأرض إلى أن رفعه الله.
وإلياس هو فيخاس بن العازر بن هرون ﵇، ويقال الياسين بن يس عيزار بن هرون ﵇، ويقال هو إلياهو وهى عبرانية معناها قادر أزلى وعرب فقيل إلياس، ويذكر أهل العلم من بنى إسرائيل أنه ولد بمصر وخرج به أبوه العازر من مصر مع موسى ﵇ وعمره نحو ثلاثين سنة وأنه هو الخضر الذى وعده الله بالحياة وقد أطال المقريزى فى ترجمته عند ذكر كنيسة جوجر.
وفى مقابلة هذه البلدة فى بر المنصورة منية بدر خميس وفى قبليها على البحر الأعظم منية الغرقى، وهى بلدة كبيرة ثم يليها على البحر أيضا منية ثابت، وقبلى منية