وعن يزيد بن حبيب أن المقوقس (١) أهدى إلى رسول الله ﷺ مارية أم إبراهيم وأختها وكانتا من هذه القرية أى قرية حفن، وأهدى له معهما بغلة شهباء وحمارا أشهب وثيابا من قباطى مصر وعسلا من عسل بنها وبعث له بمال صدقة.
ويقال إن المقوقس أهدى إلى رسول الله ﷺ أربع جوار وقيل جاريتين وبغلة اسمها دلدل وحمارا اسمه يعفور، وقباء، وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا من قباطى مصر، وخصيا يسمى مابور ويقال إنه ابن عم مارية وفرسا يقال له الكرار، وقدحا من زجاج وعسلا من عسل بنها فأعجب النبى ﷺ ودعا فيه بالبركة.
وقال ابن سعد أخبر محمد بن عمر الواقدى أبو يعقوب بن محمد بن أبى صعصعة عن عبد الرحمن بن أبى صعصعة قال أهدى المقوقس صاحب الإسكندرية إلى النبى ﷺ فى سنة سبع من الهجرة مارية وأختها سيرين وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا وبغلته دلدل وحماره عفيرا وخصيا يقال له: مابور فعرض حاطب على مارية الإسلام فأسلمت هى وأختها ثم أسلم الخصى بعد، وكان الذى بعثه المقوقس مع مارية اسمه عبد الله القبطى مولى بنى غفار.
قال ابن عبد الحكم وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه وينظر إلى ظهره هل يرى شامة كبيرة ذات شعر ففعل ذلك الرسول فلما قدم على رسول الله ﷺ بالهدية وكان لا يردها من أحد من الناس نظر إلى مارية وأختها فأعجبتاه وكره أن يجمع بينهما وكانت إحداهما تشبه الأخرى، فقال: اللهم اختر لنبيك فاختار الله له مارية، وذلك أنه لما قال لهما اشهدا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله بادرت مارية فشهدت وآمنت قبل أختها ومكثت أختها ساعة ثم شهدت وآمنت فوهب رسول الله ﷺ أختها لمسلمة بن محمد الأنصارى، وقال بعضهم: بل وهبها لدحية بن خليفة الكلبى.
وعن يزيد بن أبى حبيب عن عبد الرحمن بن شامة المهرى عن عبد الله بن عمر قال دخل رسول الله ﷺ على أمّ إبراهيم أم ولده القبطية فوجد عندها نسيبا لها كان قدم معها من مصر وكان كثيرا ما يدخل عليها فوقع فى نفسه شئ فرجع فلقيه عمر بن الخطاب ﵁ فعرف ذلك فى وجهه فسأله فأخبره فأخذ عمر السيف ثم دخل
(١) انظر السيرة الحلبية ٣/ ٢٨١ وما بعدها ط صبيح القاهرة سنة ١٣٥٣ هـ.