على مارية وقريبها عندها فأهوى إليه بالسيف فلما رأى ذلك كشف عن نفسه وكان مجبوبا ليس بين رجليه شئ فلما رآه عمر رجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره فقال رسول الله ﷺ أن جبريل أتانى فأخبرنى أن الله ﷿ قد برأها وقريبها وأن فى بطنها غلاما منى وأنه أشبه الخلق بى وأمرنى أن أسميه إبراهيم وكنانى بأبى إبراهيم.
وقال الزهرى عن أنس أن/المقوقس أهدى لرسول الله ﷺ جوارى منهن أم إبراهيم، وواحدة وهبها رسول الله ﷺ لأبى جهم بن حذيفة، وواحدة وهبها لحسان ابن ثابت فولدت مارية لرسول الله ﷺ إبراهيم، وكان أحب الناس إليه حتى مات فوجد به، وكان سنه يوم مات ستة عشر شهرا.
وأعجبه العسل فدعا فى عسل بنها بالبركة، وبقيت تلك الثياب حتى كفن فى بعضها ﷺ.
وكان اسم أخت مارية قيصر وقيل بل كان اسمها سيرين وقيل حمنة، وكلم الحسن بن على معاوية بن أبى سفيان فى أن يضع الجزية عن جميع قرية أم إبراهيم لحرمتها ففعل ووضع الخراج عنهم فلم يكن على أحد منهم خراج، وكان جميع أهل القرية من أهلها وأقاربها فانقطعوا.
ويروى عن رسول الله ﷺ أنه قال لو بقى إبراهيم ما تركت قبطيا إلا وضعت عنه الجزية، وماتت مارية فى المحرم سنة خمس عشرة بالمدينة، انتهى من خطط المقريزى عند الكلام على فضائل مصر، انتهى.
وروى عن النبى ﷺ أنه قال حين موت ابنه إبراهيم لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا وإنه لمن المرضعين فى الجنة ولو عاش لعتق القبط ولم يسترق منهم أحد أبدا، وقال ابن الكندى فى تاريخه إن الذين صاهروا القبط من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثلاثة إبراهيم الخليل تسرى بهاجر أم إسمعيل، ويوسف تزوّج بابنة صاحب عين شمس التى ذكرها الله ﷿ فى كتابه فقال ﴿وَ غَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾ (١) وسيدنا محمد ﷺ تسرى بمارية، انتهى.