الفارسية فالخان بمعنى السلطان وكاه بمعنى الوقت فى لغة الفرس: فكأنها فى الأصل اسم للوقت الذى يكون فيه السلطان نازلا فى منزلة جميع لوازمه مهيئة فيها ومن ذلك يسمون التكية المشتملة على لوازم الفقراء والمسافرين خانكاه والعامة يعربونها ويقولون خانقاه.
قال المقريزى فى الخطط: الخانكاه كلمة فارسية معناها بيت، وقيل أصلها الموضع الذى يأكل فيه الملك. انتهى.
وهى قصبة صغيرة ذات بيوت عامرة وأسواق وحوانيت بالخيرات غامرة، قال:
وأيام نزولنا بها كان الشيخ زين الدين البكرى الصديقى له حكم الولاية فيها بطريق التوجيه من جهة السلطنة العلية ونائبه فيها مفخر الأفاضل السيد الشريف الحسيب النسيب أحمد المشهور بالميقاتى، وفى البلدة المذكورة جامع السلطان الملك الأشرف وهو جامع عظيم فى محرابه شعرات مدفونة من شعر الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ومما قيل فيها لبعض أصحاب الرقة:
بلدة الخانقاه قد تجلت … قد حلت وانجلت بحلاها السنية
مذ بدت فى الورى عروس حلاها … نقطوها الملوك بالأشرفية
وفى تاريخ الإسحاقى أن الملك الأشرف برسباى لما سافر إلى آمد سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة نزل بالخانقاه السرياقوسية بمكان خال من البناء فنذر نذر تبرر إن أحياه الله وظفره بعدوّه ورجع سالما ليعمرن فى هذا المكان سبيلا ومدرسة فلما ظفر بعدوه وقتل ملك آمد واستأصل أمواله ورجع أو فى بنذره، وأنشأ بهذا الموضع جامعا عظيما مفروشا أرضه بالرخام/الملوّن وبجواره سبيلا، وقيل أن بمحراب الجامع المذكور تسع شعرات من شعر النبى ﷺ، وفى معنى ذلك قال الشاعر:
الأشرف السلطان عمر جامعا … بالخانقاه ليرتحم بثوابه
وأتى بآثار النبى محمد … شعراته قد قيل فى محرابه
وإمامه بين البرية محسن … وكذا القضاة مع الشهود ببابه
انتهى.
وفى كتاب وقفية الأشراف أنه وقف على هذا الجامع أوقافا يصرف عليه ريعها،