فيصرف للخطيب سبعمائة درهم شهريا وللأمام ألف درهم، وللقارئ فى المصحف يوم الجمعة مائتا درهم، ولستة مؤذنين ألف وثمانمائة درهم، وللمرقى ثلثمائة درهم، ولأربعة فراشين ألف ومائتا درهم، ولاثنين قيمين ستمائة درهم، ولعشرة يقرءون كل يوم ختمتى قرآن أربعة آلاف درهم، ولخادم المصاحف مائتا درهم، ولكاتب الغيبة كذلك، وللمزملاتى خمسمائة درهم، وللبواب مائتان وخمسون درهما، ولسواق الساقية أربعمائة درهم، وثمن ماء عذب للسبيل بقدر الكفاية، وثمن اثنين وستين رطلا من الزيت شهريا ويشترى أربع بقرات لإدارة الساقية، ولشاد الجامع خمسمائة درهم شهريا ولمباشره كذلك. انتهى.
وفى خطط المقريزى. أن هذه الخانقاه خارج القاهرة فى شمالها على نحو بريد منها بأول تيه بنى إسرائيل بسماسم سرياقوس، أنشأها السلطان الملك الناصر محمد ابن قلاوون، وذلك أنه لما بنى الميدان والأحواش فى بركة الجب اتفق أنه ركب على عادته للصيد هناك فأخذه ألم عظيم فى جوفه كاد يأتى عليه وهو يتجلد ويكتم ما به حتى عجز، فنزل عن الفرس والألم يتزايد به فنذر لله إن عافاه الله ليبنيين فى هذا الموضع موضعا يعبد الله تعالى فيه، فخفّ عنه ما يجده وركب فقضى نهمته من الصيد وعاد إلى قلعة الجبل فلزم الفراش مدة أيام ثم عوفى، فركب بنفسه ومعه عدة من المهندسين واختط على قدر ميل من ناحية سرياقوس هذه الخانقاه، وجعل فيها مائة خلوة لمائة صوفى، وبنى بجانبها مسجدا تقام فيه الجمعة، وبنى بها حماما ومطبخا وذلك كان فى ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة.
فلما كانت سنة خمس وعشرين وسبعمائة كمل ما أراد من بنائها وخرج إليها بنفسه ومعه الأمراء والقضاه ومشايخ الخوانق ومدت هناك أسمطة عظيمة بداخل الخانقاه فى يوم الجمعة سابع جمادى الآخرة، وتصدر قاضى القضاة بدر الدين محمد ابن جماعة الشافعى لإسماع الحديث النبوى وقرأ عليه ابنه عز الدين عبد العزيز عشرين حديثا تساعيا، وسمع السلطان ذلك وكان جمعا موفورا وأجاز قاضى القضاة الملك الناصر ومن حضر برواية ذلك وجميع ما يجوز له روايته، وعندما انقضى مجلس السماع قرر السلطان فى مشيخة هذه الخانقاه الشيخ مجد الدين موسى بن أحمد بن محمود الأقصراى ولقبه بشيخ الشيوخ فصار يقال له ذلك ولكل من ولى بعده، وكان