ومن تصانيفه نزهة النفس بتقويم الشمس بالمركز والوسط فقط والعلامة بأقرب طريق وأسهل مأخذ وأحسن وجه مع الدقة والأمن من الخطأ وحرر طريقة أخرى على طريق الدر اليتيم يدخل إليها بفاضل الأيام تحت دقائق الخاصة ويخرج منها المقوم بغاية التدقيق لمرتبة الثوالث فى صفحات كبيرة متسعة يحتاج إليها فى عمل الكسوفات والخسوفات والأعمال الدقيقة يوما يوما، ومن تآليفه كتاب الطالب لعلم الوقت وبغية الراغب فى معرفة الدائر وفضله والسمت، والكلام المعروف فى أعمال الكسوف والخسوف، والدوحات الوريفة فى تحرير قسى العصر الأول وعصر أبى حنيفة، وبغية الوطر فى المباشرة بالقمر، ورسالة عظيمة فى حركات الأفلاك السيارة وهيآتها وتركيب جداولها على التاريخ العربى على أصول الرصد الجديد وكشف الغياهب عن مشكلات أعمال الكواكب، ومطالع البدور فى الضرب والقسمة والجذور، وحرك ثلثمائة وستة وثلاثين كوكبا من الكواكب الثابتة المرصودة بالرصد الجديد بالأطوال والأبعاد ومطالع الممرّ ودرجاته لأول سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، والقول المحكم فى معرفة كسوف النير الأعظم، ورشف الزلال فى معرفة استخراج قوس مكث الهلال بطريقى الحساب والجدول.
وأما كتاباته وحساباته فى أصول الظلال واستخراج السموت والدساتير فشئ لا ينحصر، وكان يستعمل البر شعثا ويطبخ منه فى كل سنة قزانا كبيرا، ثم يملأ منه قدورا ويدفنها فى الشعير ستة أشهر ثم يستعمله بعد ذلك يكون قد حان فراغ الطبخة الأولى، وكان يأتيه من بلده الخانكاه جميع لوازمه وذخيرة داره من دقيق وسمن وعسل وجبن وغير ذلك، وكان إذا حضر عنده ضيوف وحان وقت الطعام قدّم لكل فرد من الحاضرين دجاجة على حدته، ولم يزل على حاله حتى توفى ثانى عشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومائة وألف يوم الجمعة ودفن بجوار تربة الشيخ البحيرى كاتب القسمة العسكرية بجوار حوش العلامة الخطيب الشربينى. انتهى.
وحيث تقدم ذكر التشاريف السلطانية والخلع فلنورد لك بعض ما يتعلق بذلك فنقول: نقل كترمير عن كتاب السلوك للمقريزى، أن عادة هذه المملكة فى الخلع ومراتبها أن تجعل ثلاثة أنواع خلع أرباب السيوف وخلع أرباب الأقلام وخلع العلماء، فأما أرباب السيوف فخلع أكابر أمراء المئين منهم الأطلس الأحمر الرومى،