للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخوخية وحمل الراية البيضاء، فكان من أجلاء مشايخ الفقراء أصحاب الخرق، وكان فى صدور المقربين، صاحب كرامات ظاهرة ومقامات فاخرة وأسرار ظاهرة وبصائر باهرة وأحوال خارقة وأنفاس صادقة وهمم عالية ورتب سنية ومناظر بهية، وإشارات نورانية ونغمات روحانية، وأسرار ملكوتية ومحاضرات قدسية، له المعراج الأعلى فى المعارف، والمنهاج الأسنى فى الحقائق، والطور الأرفع فى المعالى، والقدم الراسخ فى أحوال النهايات، واليد البيضاء فى علوم الموارد، والباع الطويل فى التصريف النافذ والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتح المضاعف فى معنى المشاهدات.

ومن كلامه : «من لم يكن مجتهدا فى بدايته لا يفلح له مريد، فإنه إن نام نام مريده، وإن قام قام مريده، وإن أمر الناس بالعبادة وهو بطّال أو توّبهم عن الباطل وهو يفعل، ضحكوا عليه ولم يسمعوا منه».

ومن كلامه : «اعلم أنك إن صمت فهو الذى صوّمك، وإن قمت فهو الذى قومك، وإن عملت فهو الذى استعملك، وإن رأيت فهو الذى أراك، وإن شربت شراب القوم فهو الذى أسقاك، وإن اتقيت فهو الذى وقاك، وإن ارتفعت فهو الذى رقى منزلتك، وإن نلت فهو الذى نولك، وليس لك فى الوسط شئ».

وكان يقول: «إياكم والدعوات الكاذبة فإنها تسوّد الوجه وتعمى البصيرة، وإياكم ومؤاخاة النساء وإطلاق البصائر فى رؤيتهن والمشى مع الأحداث فى الطرقات، فإن هذا كله نفوس وشهوات».

وكان يتكلم بالعجمى والسريانى والعبرانى والزنجى وسائر لغات الطيور والوحوش. فمن ذلك ما كتبه إلى بعض مريديه «بعد السلام، إننى أحب الولد وباطنى خلىّ من الحقد والحسد ولا بباطنى شظى ولا حريق لظى ولا لوى لظى ولا جوى من مضى ولا مضض غضى ولا نكص نصاولا سقط نطا ولا شطب غظا ولا عطل حظا ولا شنب سرى ولا سلب سبا ولا عتب فجا ولا سمداد صدا ولا بدع رضا ولا شطف/جوى ولا حتف حراء ولا خمش خيش ولا حفص حفص ولا خفض خنس ولا حولد كنس ولا عنس كنس ولا عسعس خدس ولا جيقل خندس ولا سطاريس، ولا عيطا فيس ولا هطا مرش ولا سطا مريش ولا سوش أريش ولا ركاش قوش ولا سملا