دنوس ولا كتبا سمطلول الروس ولا بوس عكموس ولا فنفاد أفاد ولا قمداد إنكاد ولا بهداد ولا شهداد ولا بد من العون وما لنا فعل إلا فى الخير والنوال».
إلى غير ذلك من جنس هذا الكلام الذى لا يفهمه إلا من له قلب أو أفهمه الرب.
وكان يقول:«من لم يكن عنده شفقة على خلق الله لا يرقى مراقى أهل الله، وقد ورد أن موسى ﵇ لما رعى الغنم لم يضرب واحدة بعصا ولا جوعها ولا آذاها، فلما علم الله تعالى قوة شفقته على غنمه بعثه نبيا وجعله كليما راعيا. لبنى إسرائيل وناجاه. فمن أعز الخلق وشفق عليهم ترقى إلى مراتب الرجال».
وكان يقول: «ليس التصوّف لبس الصوف، إنما التصوف من بعض شعار المتصوف فإن دقيق التصوف ورقيق صفاته ورونق بهجة ترقيه لا يحصل إلا بالتدريج، فإذا وصل الصوفى إلى حقيقة التصوف المعنوى لا يرضى بلبس ما خشن لأنه وصل إلى مقامات اللطافة وخرج عن مقامات الرعونة، وعاد ظاهره الحسى فى باطنه الآلى واجتمع بعد فرقه، وقذف فيه جذوة نار الاحتراق فعاد الماء يحرقه والثلج والبرد يقوى ضرامه، والقميص الرقيق لا يستطيع حمله للطافة سره وزوال كثافته بخلاف المريد فى بدايته يلبس الخشن ويأكل الخشن ليؤدب نفسه وتخضع لمولاها فيحصل لصاحبها تمهيد للمقامات التى يترقى إليها، فكلما رق الحجاب ثقلت الثياب.
ومن نظمه ﵁:
سقانى محبوبى بكأس المحبة … فتهت على العشاق سكرا بخلوتى
ولاح لنا نور الجلالة لو أضا … لصم الجبال الراسيات لدكت
وكنت أنا الساقى لمن كان حاضرا … أطوف عليهم كرة بعد كرّة
ونادمنى سرا بسرّ وحكمة … وإن رسول الله شيخى وقدوتى
وعاهدنى عهدا حفظت لعهده … وعشت وثيقا صادقا بمحبتى
وحكمنى فى سائر الأرض كلها … وفى الجن والأشباح والمردية
وفى أرض صين الصين والشرق كلها … لأقصى بلاد الله صحت ولايتى
أنا الحرف لا أقرأ لكل مناظر … وكل الورى فى أمر ربى رعيتى
وكم عالما قد جاءنا وهو منكر … فصار بفضل الله من أهل فرقتى