للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخديوية رئيس تصحيح، فصحح فيها جملة من كتب الرياضة وتوابعها، ولما استحالت هذه المدرسة فى أول ولاية المرحوم عباس باشا إلى مدرسة أخرى قريبة منها على شاطئ النيل ببولاق، وكانت تحت نظارتنا، توظف فيها بوظيفتين إحداهما:

تعليم فرقتين من تلامذتها علم العربية وكيفية توفية الترجمة حقها عند النقل من اللغة الفرنساوية إلى اللغة العربية. والثانية: تصحيح كتب الرياضة.

ولما ألغيت هذه المدرسة فى أول ولاية المرحوم سعيد باشا انتخب للتصحيح بالمطبعة الكبرى فصحح جملة من كتب الطب والكيمياء وغيرها. وكان مع ذلك معينا فى تحرير جريدة الوقائع المصرية، ثم صدر أمر الخديوى إسماعيل باشا بجعله رئيس تصحيح عموم كتب العلوم فى تلك المطبعة فأداه مدة على أحسن وجه، ثم رفت ورتب له معاش، إلى أن توفى سنة ١٣٠٠ هجرية. عليه رحمة الله تعالى.

وقد حكى عن نفسه مقالة، فيما اتفق له مع بعض أدباء الأنكليز تدل على براعته فى الأدب وتمكنه من لسان العرب لا بئس بسوقها وهى:

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه وبعد، فممن وفد علينا فى عقد الخمسين من البلاد الشاسعة ذات المعارف الواسعة والصنائع البارعة والتحف الرائعة لتلقى بعض الكتب اللغوية وترجمتها إلى اللغة الإنكليزية الماهر الألمعى والأديب اللوذعى رب الأخلاق الجميلة المقرونة بحلى الفضيلة المتميز فى جنسه بالفطنة الوقادة البارع منصور أفندى زاده، صاحب الطبع اللين المعروف فى بلده لو ندره بالمستر لين، كما يعلم من ديابيج تآليفه وطوالع تصانيفه. وهذا الأديب الماهر الإنكليزى كان إذ ذاك لا يساويه فى النحو والصرف واللغة والأدب باريزى، فقد كان يرينى كثيرا من الانتقادات على محال من تأليف البارون دساسى شارح المقامات، الشهيرة بباريز شهرة قاضى تبريز، مبرهنا على غلطه فى رسائله النحوية وما أفرط من سقطه فى كتبه الأدبية

وكان لهذا الرجل رحلة قديمة إلى هذه الديار أكثر فيها التردد على شيخى الإسلام العروسى ثم العطار ذوى الأقدام الراسخة والهمم الشامخة والفضل الجلى فى زمن رب القدم المكين مجدد التمدين بمصر الحاج محمد على باشا. وقبل وفوده إلى مصر هذه المدة الأخيرة كتب إلى صديق له فرنساوى رب بصيرة وهو، الماهر الأمثل المعروف