العزيز بالله الوزارة ليعقوب بن كلّس نقل الدواوين إلى داره التى كانت بحارة الوزيرية، (درب سعادة). فلما مات يعقوب نقلها العزيز بعد موته إلى القصر، ثم فى زمن الأفضل ابن أمير الجيوش نقلها إلى دار الملك بمصر، فلما قتل الأفضل عادت من بعده إلى القصر، وما زالت هناك حتى زالت الدولة الفاطمية. (اه).
ويظهر من كلام المقريزى أن محلات الدواوين كانت من جهة باب الديلم الذى محله الآن الباب الأخضر أحد أبواب المشهد الحسينى.
ومن الدواوين ديوان المجلس. قال المقريزى: هو أصل الدواوين قديما، وفيه علوم الدولة بأجمعها، وفيه عدّة كتب، ولكل واحد مجلس مفرد، وعنده معيّن أو معينان، وصاحب هذا الديوان هو المتحدث فى الإقطاعات، ويلحق به ديوان النظر، ويخلع عليه، وينشأ له السجلّ، وله المرتبة والمسند والدواة والحاجب إلى غير ذلك. (اه. من كلام طويل)،
ومنها ديوان الجيوش والرواتب، قال المقريزى نقلا عن ابن الطوير: أما الخدمة فى ديوان الجيوش فتنقسم قسمين؛ الأول ديوان الجيش وفيه مستوف أصيل، ولا يكون إلا مسلما، وله مرتبة على غيره لجلوسه بين يدى الخليفة داخل عتبة باب المجلس، وله الطراحة والمسند، وبين يديه الحاجب، وترد عليه أمور الأجناد إلى غير ذلك.
وأما القسم الثانى من هذا الديوان فهو ديوان الرواتب ويشتمل على أسماء كل مرتزق وعبد وجارية، وفيه كاتب أصيل بطراحة، وفيه من المعينين والمبيضين نحو عشرة أنفس.
والتعريفات واردة عليه من كل عمل، باستمرار من هو مستمر، ومباشرة من استجدّ، وموت من مات ليوجب استحقاقه على النظام المستقيم، إلى غير ذلك من العروض المشتملة على الرواتب. (اه).
ومنها ديوان النظر. قال المقريزى نقلا عن ابن الطوير: أما دواوين الأموال فإن أجلّها من يتولى النظر عليهم، وله العزل والولاية، ومن يده عرض الأوراق فى أوقات معلومة على الخليفة أو الوزير، ولم ير فيه نصرانى. (اه).
ومنها ديوان التحقيق. قال المقريزى: هو ديوان مقتضاه المقابلة على الدواوين، وكان لا يتولاه إلا كاتب خبير. (اه. باختصار).
ومنها ديوان الإنشاء والمكاتبات. قال المقريزى: وكان لا يتولاه إلا أجلّ كتّاب البلاغة، ويخاطب بالشيخ الأجلّ، ويقال له كاتب الدست الشريف ويسلّم المكاتبات الواردة مختومة، فيعرضها على الخليفة من بعده، وهو الذى يأمر بتنزيلها والإجابة عنها للكتّاب، والخليفة يستشيره فى أكثر أموره، ولا يحجب عنه متى قصد المثول بين يديه، وهذا أمر لا يصل إليه غيره، وربما بات عند الخليفة ليالى، وكان جاريه مائة وعشرين دينارا فى الشهر (اه).