ثلاث درجات، أعلاها على كل بلد ثلاثون أردبا من القمح، وثلاثون رأسا من الغنم، وأردب أرز، وثلاثون رطلا من الجبن، ومثلها من السمن، خلاف التبن والجلة، وأوسطها عشرون أردبا وما يتبعها مما ذكر، وأدناها اثنا عشر.
وشددوا فى طلب الفائظ من الملتزمين وحق الطريق والخدمة، ثم عدى بنفسه إلى بر إنبابه لتجهيز العرضى، وفى أثناء ذلك وردت إليه أخبار بالتحام الحرب بين عساكره وعساكر الألفى جهة الرحمانية وذلك فى الثانى عشر من جماده الأولى، وكانت النصرة للألفى وانهزم كتخدا بك وطاهر باشا بالعساكر إلى بر المنوفية، واستولى الألفى بجيشه على خيولهم وسائر مهماتهم وأرسل برؤس القتلى إلى قبطان باشا. وشاع خبر ذلك وفشا خصوصا بعد حضور المجاريح وحصل الرعب فى القاهرة وضواحيها.
وغضب محمد علّى على طاهر باشا وأمره بالذهاب إلى رشيد، ثم أصدر أمره إليه أن يتوجه إلى الرحمانية لمحاربة شاهين بك الألفى، وكان قد حضر بها، فامتثل الأمر وتوجه لقتاله فانهزم ثانية، كل ذلك والألفى محاصر لدمنهور.
ومن شدة ما قاساه أهلها دخل بعضهم تحت طاعة الألفى وتوجهوا إلى قبطان باشا فأمنهم، فافترق أهلها فرقتين وأرسلت الفرقة الباقية على الحرب إلى السيد عمر والباشا فأرسلوا لهم باستمرارهم على الممانعة وأنهم سيمدونهم عن قريب، فالتحقت بهم الفرقة التى أمنت، فشدد عليهم الألفى الحصار، وسد خليج الأشرفية ومنع الماء عن البحيرة والإسكندرية، فأرسل محمد على باشا بربر باشا الخزندار وعثمان أغا وعدة كثيرة من العسكر فى المراكب، فوصلوا إلى خليج الاشرفية من ناحية الرحمانية وعليه جماعة من الألفية، فحاربوهم حتى أجلوهم عنها وفتحوا فم الخليج فجرى فيه الماء ودخلوا فيه بمراكبهم، فسد الألفية الخليج من أعلاه بأعدال القطن والمشاق، وفتحوه من أسفل فسال الماء من الخليج ووقفت السفن على الأرض، ووصلتهم الألفية وأوقعوا معهم وقعة عظيمة عند قرية منية الفران، فانهزم عساكر محمد على إلى دمنهور وتحصنوا بها. واستمرت فرقة من الألفية على حصارهم بها وباقيهم مع كثير من العرب انتقلوا إلى جهة الجيزة، فى ثانى عشر القعدة، حتى وصل بهم الألفى إلى ناحية شبرمنت، وكانوا مرتبين طوابير بعضها على هيئة نظام عسكر الفرنسيس، فخافتهم عساكر العزيز محمد على باشا، ولم يجسروا على التقدم لمحاربتهم، واستمر