الواحدة شيئا كثيرا، فإذا رعى وشرب الماء قذف ما فى جوفه فى مواضع شتى فينبت مرة ثانية. وإذا اتصل ضرره بارباب الزرع طرحوا له ترمسا كثيرا جدا متفرقا فيأكله، ثم يعود إلى الماء، فإذا شرب ربا الترمس فى جوفه وانتفخ فيموت ويطفو على الماء.
والموضع الذى يرى فيه لا يرى فيه تمساح. وهو على صورة الفرس إلا أن حوافره وذنبه بخلاف ذلك، وجبهته واسعة. ا. هـ.
قلت: قد ظهرت فرس البحر بالليل فى سنة أربع وتسعين وثمانمائة، ورأيناها فى بحر الروضة وأقامت أياما تظهر فاستبشرنا بعلوّ النيل فى هذه السنة، وكان الأمر كذلك، فزاد النيل أصابع من عشرين، وثبت ثباتا جيدا (ا. هـ بتقديم وتأخير).
ونقل أيضا عن صاحب مرآة الزمان: أن فى النيل سمكة، يقال لها شيخ البحر، على صورة آدمى، وله لحية طويلة، ويكون بناحية دمياط، وهو مسموم فإذا ثوى فى مكان ناحية دمياط فالموت أو الفتن، ويقال، إن دمياط ما تنكب حتى يظهر عندها.
ا. هـ.
وفى كتاب الإفادة والاعتبار،/لموفق الدين عبد اللطيف البغدادى: أن فرس البحر توجد بأسافل الأرض وخاصة ببحر دمياط، وهو حيوان عظيم الصورة هائل المنظر شديد البأس، يتتبع المراكب فيغرقها ويهلك من ظفر منها، وهو بالجاموس أشبه منه بالفرس لكنه ليس له قرن، وفى صوته صهلة تشبه صهيل الفرس-بل البغل-، وهو عظيم الهامة هرّيت الأشداق حديد الأنياب، عريض الكلكل، منتفخ الجوف، قصير الأرجل، شديد الوثب، قوى الدفع، مهيب الصورة، مخوف الغائلة. وأخبرنى من اصطادها مرات وشقها وكشف عن أعضائها الباطنة والظاهرة أنها خنزير كبير، وأن أعضاءها الباطنة والظاهرة لا تغادر من صورة الخنزير شيئا إلا فى عظم الخلقة. ورأيت فى كتاب نيطوليس فى الحيوان ما يعضد ذلك-وهذه صورته-، قال: خنزير الماء تكون فى بحر مصر، وهى تكون فى عظم الفيل ورأسها يشبه رأس الفيل، ولها شبه خف الجمل.
قال: وشحم متنها إذا أذيب ولت بسويق وشربته امرأة سمنها حتى تجوز المقدار. وكانت واحدة ببحر دمياط قد ضربت على المراكب تغرقها، وصار المسافر فى