مهر آخر، فخرج الفحل ولثم المهر، ثم وثب فى الماء ووثب المهر بعده، فكان الشيخ يعاود المكان بالحجرة طمعا فى رجوع المهر.
وقال عمر بن سعد: فرس الماء يؤذن بطلوع النيل، فإنهم حيث وجدوا أثر رجله، عرفوا أن ماء النيل يصل إلى ذلك الموضع. وسنه نافع لوجع البطن، وذكروا أن السودان الساكنين بشاطئ النيل إذا أخذهم المغص يشدون السن على العليل فيزول المغص فى الحال. وعظامه تحرق وتخلط بشحمه ويضمد بها السرطان فيردعه ويزيل أثره فى الحال. وخصيته تجفف وتحرق وتسحق لنهش الهوام.
وجلده إن دفن وسط قرية لم يقع بها شئ من الآفات، ويحرق ويجعل على الورم فيسكن. ا. هـ.
وقد شوهدت فرس البحر فى النيل بأعلى الصعيد. قال عبد الله بن أحمد بن سليم الأسوانى فى كتابه أخبار النوبة: إن فيما بين دنقلة وأسوان كثيرا من القرى والضياع والجزائر والمواشى، والنخل والشجر والمقل والزرع والكرم، ضعف ما فى الجانب الذى يلى أرض الإسلام، وفى هذا المكان جزائر عظام مسيرة أيام، فيها الجبال والسباع والوحش ومفاوز، والنيل ينعطف من هذه النواحى إلى مطلع الشمس وإلى مغربها مسيرة أيام حتى يصير المصعد كالمنحدر، وفرس البحر يكثر فى هذا الموضع
حدثنى ميمون صاحب عهد علوة، أنه أحصى فى جزيرة سبعين دابة منها، وهى من دواب الشطوط، فى خلق الفرس وغلظ الجاموس، قصيرة القوائم لها خف، وهى فى ألوان الخيل بأعراف وآذان صغار كآذان الخيل وأعناقها كذلك، وأذنابها مثل أذناب الجواميس، ولها مخطم عريض، يظن المتأمل أن عليها مخلاة، لها صهيل حيث لا يقوم حذاءها تمساح، وتعترض المراكب عند الغضب فتغرقها، ورعيها فى البر العشب وجلدها فيه متانة عظيمة يتخذ منه أتراس. ا. هـ.
ثم قال: وقال المسعودى: الفرس الذى يكون فى نيل مصر إذا خرج من الماء وإنتهى وطؤه إلى بعض المواضع من الأرض علم أهل مصر أن النيل يزيد إلى ذلك الموضع بعينه غير زائد عليه ولا يقصر عنه، لا يختلف ذلك عندهم بطول العادات والتجارب. وفى ظهوره من الماء ضرر بارباب الزرع فإنه يرعاه، ويرعى فى الليلة