من أولاد جمال الدين وأقاربه، وكان لأهل الدولة يومئذ بهم عناية، فحكم قاضى القضاة صدر الدين على بن الأدمى الحنفى بارتجاع أملاك جمال الدين التى وقفها على ما كانت عليه، فتسلمها أخوه وصار هذا القصر إليهم، وهو الآن بأيديهم. (انتهى ملخصا).
وفى موضع هذا القصر الآن عدة مساكن يتوصل إلى بعضها من باب القبو الذى تجاه المدرسة الكاملية، وإلى بعضها من باب حارة درب قرمز، والذى يعرف من هذه المساكن الآن بيت السكرى، وبابه فى موضع باب القصر من داخل القبو، وما يجاوره من المساكن التى هناك، وبيت الدمرداش الذى بدرب قرمز المشهور عند العامة بأن فيه مقياس النيل، لأنه كان يمر بخط بين القصرين، لكن كذّب ذلك المقريزى عند ذكر مسجد الفجل، حيث قال: إن سبب تسمية هذا المسجد بمسجد الفجل أن العامة تزعم أن النيل الأعظم كان يمر من موضع هذا الشارع، وكان يغسل الفجل فى موضعه، فسمى هذا الموضع بالفجل، ولما بنى هذا المسجد فى هذا الموضع سمى مسجد الفجل (انتهى ملخصا). ثم أنكر ذلك وشنّع على من يقول به.
ثم فى سنة خمسين ومائتين وألف لما حفر أساس الصهريج الذى بشارع النحاسين تجاه المارستان، ونزلوا بالحفر إلى أن بلغوا الرمل وجدوا فى الرمل نصف مركب كبير من المراكب التى كانت تحمل الغلال فى النيل، وعاين ذلك كثير من الناس، وسمعنا ذلك ممن رآه بعينه، وهذا يدل على أن النيل مرّ من هذا الموضع فى زمن ما من الأزمان القديمة.
ومن الأماكن العظيمة التى من جملة قصر بشتاك الدار التى كان يسكنها الأخوان التاجران الشهيران السيد محمد سعودى والسيد أحمد سعودى، وهى بحارة درب قرمز بجوار دار الدمرداش إلا أنها لا تشرف على الشارع.
وبالجملة فسائر الأماكن والدور التى على يسار من يسلك من باب القبو تجاه المدرسة الكاملية وجميع الأماكن التى على يمين من يسلك من باب درب قرمز إلى المدرسة السابقية من حقوق قصر بشتاك، فسبحان من له الدوام والبقاء.