من الاعتبار، والمعبد الذى فى الجهة البحرية والآخر الذى فوق السطح مخصوصان به، وكان اجتماع الكهنة حول الملك فى المعبد الأرضى ثم بعد الاستعداد وإجراء ما يلزم من التجهيزات، يصعدونه فوق السطح ويدخلونه فى المعبد الذى سبق أن فيه اثنى عشر عمودا كل منها مخصوص بشهر من الاثنى عشر شهرا السنوية، فإذا صعدو إلى المعبد مشى الملك أمامهم ومشى خلفه ثلاثة عشر كاهنا حاملين أعلام المقدسين، وكانت عادتهم الصعود من السلم البحرى والنزول بعد العبادة من السلم القبلى.
والقسم الرابع، عبارة عن عدة أود شاغلة للجهة الغربية جميعها، وبجانبها فى الجهة البحرية والقبلية عدة أود، وفى وسط الجهة الغربية فى مقابلة محور العمارة المقابلة للأبواب أود من ضمن الأود فى داخلها قبة فيها الأمانة التى لا يطلع عليها إلا الملك، وهى عبارة عن كوس من ذهب-وتسميه الإفرنج سيستر-وهو آلة تشبه كوسات الفقراء وأرباب الأشاير، وأما الأودة الآخر فكانت معدة للصلوات والعبادة، فكان يتوصل إلى المقدسة إزيس فى الأود المشار إليها فى هذا الشكل برقم واحد، وفى الأودة التالية لها من الجهة الغربية يتوصل إلى صورة أوزريس وكان معتقدهم أن هذا المقدس يرجع إلى الحياة فى هذا المحل وقت الموسم، ويرمزون لذلك بتجديد كسوة تمثاله، وفى الأودة التالية لأودة أوزريس كان المقدس أونوفريس، وكان شباب الإله يرجع له فيها-على زعمهم-وتقوى أعضاؤه فيظهر كأنه افترس أعداءه، ويرمزون إلى ذلك بتمساح يقهره المقدس على التقهقر إلى الخلف، وفى الأودة التالية لها تمام رجوع المقدس إلى الحياة ويظهر فى صورة المقدس هاتورسام تو، وفى الأودتين التاليتين لها النافذة، كل منهما إلى الأخرى تقديس المقدس هاتور، الذى يعتبرونه كأنه محل تولد الشمس كل يوم، وفى الأودة التى بعدهما وفى محور المعبد كان تقديس المقدسة الأصلية فى تلك الجهة، وفى الأود الأربعة التالية لها كان تقديس المقدس باشت الذى يعتبرونه كأنه الحرارة التى بسببها نمو الأشياء، والمقدس هوروس المعتبر كأنه النور الغالب على الظلمات وهاتور الأرضى.
فهذا هو وصف المعبد عند المصريين، وكان لا يدخله إلا الملك والكهنة فى أيام معلومة معينة كالموالد والأعياد فلم يكن كالكنيسة عند النصارى ولا كالمسجد عندنا بحيث يدخله عموم الناس، وكانت محلاته مختصة بأشياء مخصوصة فمنها، ما كان