والأربعين الموزعة فى المديريات وبعدها ساعات النهار الاثنتا عشرة وما كان مختصا بكل منها من العبادات وكذلك ساعات الليل، وجميع ذلك فى الجهتين-أعنى أن جميع ما هو مسطر فى الجهة البحرية مسطر فى الجهة القبلية أيضا-. وكانت أوقات الأعياد معينة بمقتضى قانون متبع فى جميع القطر. وتحضر فيها جميع الكهنة التى فى المديريات فى الصور المناسبة للأحوال عند حلول موسم أوزريس فى معبده الذى له فى كل مديرية
والمقدسة الأصلية فى معبد دندرة هى المقدسة هاتور، وكان المصريون يعتبرونها تحت كفالة الشمس كاليتيم فى كفالة الوصى، ولذلك كان يجعلونها علما على الجمال وكانوا يجعلون محله العين، وكان لها عندهم أسماء منها: ذات الخد الجميل، والمقدسة الجميلة، واله العشق، ويجعلون صورتها فى بعض الأحيان صورة الكمال التام لهذا العالم الباقى على نظامه ببقاء أجزائه وإتحادها، ولهذا كانوا يسمونها بالأم المقدسة التى بها نمو النباتات ووجود الخير وإعطاء الحياة للمخلوقات، ونشر الخصوبة والبركة فى جميع أجزاء الدنيا.
وتوجد صورة هذه المقدسة مشتركة مع جميع الصور المختصة بالشبوبية والفرح والحياة المنقوشة على جدران هذا المعبد من داخله وخارجه وعلى أجزائه الكبيرة والصغيرة. وللدلالة على جميع ذلك يطلق عليها فى الكتابة اسم المقدسة سوتيس- يعنى النجم سوريوس-المعروفة بيننا بالشعرى أو الكلب.
وكان هاتور فى هذا المعنى النجم المستدل به على الرجوع الدورى للسنة الذى كان وقته يوم واحد وعشرين من شهر يولية الأفرنكى، وفى هذا اليوم يظهر النجم والشمس صباحا فى الأفق، وكان لهذا النجم عندهم اعتبار كبير لأنه علامة على الفيضان وتجديد ما على الأرض.
فعلى هذا كانت المقدسة هاتور علما على الجمال الأرضى والنظام السماوى اللازم لبقاء الحياة.
ومن ضمن ألقابها المقدسة، الحق، وكان المصريون يصورون الحق فى صورة امرأة جالسة فى روضة أزهار ورأسها متوجة بريشة معوجة، والملك مرسوم فى تلك الصورة أمام المقدسة هاتور ماسكا بيده صحبة ويقدمها إليها وهى واقفة، وعادة