يكتب أمام صورة الملك أقواله التى يعرضها على المقدسة، وأمام صورة المقدسة أجوبتها التى تجيبه بها، وقد قرئ أمام الملك ما معناه-إنى أعرض لسدتك الحق وأرفعه إليك-وكان أمام المقدسة فى الجواب ما معناه-جعلت الحق يقودك ولا يفارقك فى حياتك وأعمالك وتكون نصرتك به على أعدائك-تعنى أنه ينصر الحق ويخذل الباطل.
وفى المعبد الذى فوق السطح تتغير صور هاتور فى الأود الأرضية وتأخذ صورة أوزيس فتكون مع أوزريس ولا تفارقه فترسم معه فى جميع الأود فى كل صورة.
وكان أوزريس على ما ذكره بولوتارك: علما عند المصريين على أصل الطيب، وأوزيس علما على أصل الخير. وذكر بولوتارك أيضا فى مؤلفاته، أن أوزيس وأوزريس مشتركان فى إدارة أمر الخير فى هذا العالم على زعمهم.
ولنختم الكلام هنا ببعض ما ذكره مارييت بيك فى صفة الكوس-الذى تقدم- أنه فى أودة لا يراه أحد غير الملك.
قال: إنه كان عند المصريين دليلا على أن الأشخاص يلزمها أن تكون على الدوام متحركة مضطربة، ومن اللازم تحريضهم على القوة ما أمكن لأجل أن ينشطوا ويتركوا الكسل والخمول، وكانوا يقولون إن رنين هذه الآلة يطرد طيفون الذى هو أصل الشر، فكانت حركته تجعل إشارة لغلبة الحياة على الموت والخير على الشر والحق على الباطل. ا. هـ.
ثم إن دندرة الآن بلدة عامرة، وفيها سويقة دائمة يباع فيها اللحم وغيره، وفيها معمل لاستخراج الفراريج ودجاجها كبير مشهور مرغوب فيه، ويكثر فيها النخل وشجر الدوم جدا بحيث يسير الراكب فيه أكثر من ساعة وهو محيط بالبلد وأطيانها بين الأشجار والنخيل. ومن أهلها جماعة يقال لهم الأمراء، من عوائدهم أن لا تخرج نساؤهم البته، ومتى بلغ الذكر لا يدخل دار أبيه ولو لم يكن به إلا محارمه.
وجماعة يقال لهم الهوارة، وجماعة أشراف جعافرة، ومنهم فلاحون يتولون الزرع وفلاحة الأرض، وطائفة يقال لهم الجمسة يحتقرونهم ويستخدمونهم فى نحو السقاية ورعى البهائم.