دائم، وفى السوق وكالة يوضع فيها السمك يقال لها وكالة الشربجى.
وجملة أرباب الحرف فيها من الرجال ألفان ومائتان وتسعة وأربعون، ومن النساء ست وأربعون.
وميناها دائما مزدحمة بالسفن الشراعية والبخارية وبأنواع المتاجر للشحن والتفريغ، وبعضها ينحدر فى البحر المالح إلى إسكندرية ودمياط وغيرهما، وبعضها يقلع فى داخل القطر لتوزيع السلع فى البلدان، فلذا كان كثير من أهلها ملاحين وتجارا يضربون فى الأرض.
وفى بحريها حدائق ذات بهجة، فيها كثير من الفواكه والخضر مثل، التين والزيتون والنارنج والبرتقان والمشمش والفجل والبصل والجزر وحب العزيز، وهذا الصنف مختص برشيد وما يقاربها من البلاد التى فى شرقى النيل.
وفيها، نخيل بكثرة ثمره فى غاية الجودة، ويتأخر نضجه عن معتاد نخيل القطر أكثر من شهر، ويتجر به فى مصر واسكندرية وخلافهما، وهو أصناف، فمنه، الزغلول، ومنه الحياتى، ومنه بنت عيشة وغير ذلك. ويزرع فى أرضها الأرز كثيرا، وأرزها كالبلاد المجاورة لها، يقال له السلطانى، يأكل منه أمراؤها ويتجر بباقيه فى البلاد، وربما وصل إلى القسطنطينية وبلاد الفرنج، ومزروعاتها تسقى بالآلات، إلا فى أيام النيل فبالراحة، وهذا فى غير أراضى الجنائن، وأما هى فتسقى بالآلات حتى فى زمن النيل.
وفيها، كثير من شجر الخيار شنبر المستعمل فى الطب، والأطباء يمدحون هذا النوع الناتج فى أرضها، ولعلو قيمته وارتفاع ثمنه يخلط التجار عليه غيره، يوهمون المشترى أن الكل رشيدى.
وفى خارجها خمس وعشرون مقبرة لأموات المسلمين، فيها كثير من مقامات الأولياء، ومقبرة واحدة للنصارى بجوار كنيستهم، ومقبرة للفرنج.
ومسطح معمور المدينة بما فيها من الفوريقات والدوائر ومحلات العساكر نحو سبعمائة ألف متر وتسعة آلاف ومائة وأربعة وستين مترا، غير الفضاء الذى بخلالها وغير مناشر الأرز.