عتمان) صالحا كريما مهيبا شفيقا على الناس، ورزق من الأولاد الذكور أربعة أكبرهم (همام بك) تعلم القراءة والكتابة وعرف ما افترض الله عليه وتعلم اللغة التركية وشيئا من العربية، وهو من أول من دخل فى ميادين التمدن من أولاد الفلاحين من حيث الزى والمعارف، لأن الأهالى وإن توظف بعضهم قبله بالوظائف الديوانية لكن كانوا بهيئتهم الأصلية، فلذا كان يقال له-من دونهم- (همام أفندى) وفى زمن المرحوم عباس باشا جعل معاونا فى مديرية أسيوط ثم جعل ركبدارا بمحروسة مصر مع جماعة من مشاهير الصعيد؛ كأحمد أغا أبى مناع وعثمان أغا أبى ليلى من الريانية (بلدة فى شرق النيل فى شمال أخميم) وأحمد أغا الدقيشى من ناحية نزه بجوار الجبل الغربى من أعمال طهطا، ثم فى زمن المرحوم سعيد باشا أنعم عليه برتبة أمير ألاى وجعل عضوا فى مجلس الأحكام بالمحروسة مع جماعة من مشاهير الصعيد أيضا؛ كمحمد بك أبى حمادى وحسن بك الشندويلى وأحمد بك أبى مناع، وفى مدة الخديوى إسماعيل جعل عضوا فى مجلس الاستئناف بمدينة أسيوط ثم توفى إلى رحمة الله تعالى سنة ألف ومائتين وثمان وثمانين وله من العمر أكثر من سبعين سنة، وكان من العقل وحسن التدبير والبشاشة بمكان، وكان ديدنه السعى فى حوائج الناس والشفاعة لهم عند الأمراء، وهو صاحب الصيت والشهرة فى هذه العائلة، ولم يعقب ذكورا.
ويليه سنا أخوه (تمام) كان رجلا متواضعا دينا محسنا مقبلا على شأنه، لم يتول منصبا إلى أن مات بالحجاز عقب الحج والزيارة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف.
ويليه أخوه (أبو زيد أغا) كان ناظر قسم ببلاد الشروق من مديرية أسيوط زمن العزيز إلى أن توفى سنة خمس وستين تقريبا، وترك ولدا يقال له صالح وتولى نظارة قسم أبى تيج.