للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مكتب السيدة زينب--ومكتب بولاق ومكاتب أخر، وبالجملة فكان كالوالد لأبناء المدارس، وله إصلاحات أيضا بالجامع الأزهر زمن نظارته على الأوقاف رحمه الله تعالى.

وذكر «الجبرتى» فى (حوادث سنة عشر ومائتين وألف) أنه ولد بهذه القرية الحافظ الأديب والماهر النجيب شمس الدين بن عبد الله بن فتح الفرغلى المحمدى الشافعى السبرباوى، نسبه يرجع إلى القطب الفرغلى صاحب قرية أبى تيج، وهو من ذرية سيدى محمد بن الحنفية، تفقه المترجم على علماء عصره وأنجب فى المعارف، وعانى الفنون فأدرك منها اللطائف، ومال إلى فن الميقات والتقاويم فنال من ذلك الحظ الجسيم، ثم ألف فى هذه الفنون وصنف، فدلّت تاليفه على أنه بها من غيره أعرف، ثم نهج مسلك الأدب والتاريخ ففاق فيه الأقران، ومدح الأعيان.

مؤلفاته كثيرة جدا، منها: «الضوابط الجلية فى الأسانيد العلية» ألفها سنة ست وسبعين ومائة وألف، وذكر فيها سنده عن الشيخ نور الدين أبى الحسن سيدى على ابن الشيخ الفاضل أبى عبد الله سيدى محمد المغربى الفاسى الشهير بالسقاط، وصنف زايرجة مختصرة تدل على رسوخه فى المعارف، وصنف جملة أراجيز منها «أرجوزة فى تاريخ وقائع على بيك الكبير ومحمد بيك أبى الذهب»، وله قصيدة من بحر الطويل ضمنها ما وقع للأمير (مصطفى بيك) مولى (محمد بيك) فى طريق الحجاز حينما ولى إمارة الحاج سنة أربع وتسعين سماها «تغريد حمام الأيك فيما وقع لأمير اللوا مصطفى بيك» مطلعها:

إمارة حج البيت فى سالف العصر … هى المنصب الأعلى وحقك فى مصر

وخدمة وفد الله … هى النعمة العظمى لمغتنم الأجر

تنافس فيها الأولون وعظّموا … إمارتها فى الخادمين مدا الدّهر