قصب السكر وله فيها عصارات، والعسل السرياقوسى مشهور فى مصر بالجودة، فلذا ينادى على أى عسل بهذه النسبة فى أسواق مصر للترغيب.
ومن هذه القرية حسن أفندى السروجى بيكباشى بياده، دخل العسكرية فى زمن المرحوم سعيد باشا، وترقى لغاية رتبة بيكباشى فى زمن الخديوى إسماعيل، وله دراية بالقراءة والكتابة، وتوجه فى محاربة الحبش وعاد سالما وأقام بالألايات.
وهى من البلاد القديمة، وكان بها فى أيام النصرانية دير كان يعرف بدير أبى هور كان فيه خلق من النصارى، وذكره المقريزى فى الأديرة وقال: إنه كان له عيد يجتمع فيه الناس، وكان فيه أعجوبة ذكرها الشابسطى؛ وهى أن من كان به داء الخنازير أخذه رئيس هذا الدير وأضجعه وجاء بخنزير فلحس موضع الوجع الذى فيه، فلا يتعدى ذلك إلى الموضع الصحيح، فإذا نطف الموضع ذرّ عليه رئيس الدير رماد خنزير فعل هذا الفعل ودهنه بزيت قنديل البيعة فإنه يبرأ، ثم يؤخذ ذلك الخنزير الذى أكل خنازير العليل فيذبح ويحرق ويعدّ رماده لمثل هذه الحالة، فكان لهذا الدير دخل عظيم ممن يبرأ من هذه العلة، انتهى.
ثم إن هذه البلدة كانت يستطيب هواءها الملوك والأمراء ويترددون إليها ويقيمون بها، ففى خطط المقريزى عند الكلام على سرياقوس والميدان الناصرى أن السلطان الناصر محمد بن قلاوون كان يتردد إلى سرياقوس كثيرا، وأنشأ فى شرقيها ميدانا بالقرب من الخانقاه، وكان إنشاؤه سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وبنى فيه قصورا جليلة وعدة منازل للأمراء، وعمل فيه بستانا أحضر له ولبستانه الذى أنشأه بجزيرة الفيل من دمشق الشام سائر أصناف الشجر، وأحضر معها خولة الشام والمطعمين فغرسوها فيهما وطعموها، ومنهم تعلم الناس بمصر تطعيم الأشجار، وجعل السلطان فواكه هذا البستان مع فواكه بستان جزيرة الفيل تحمل بأسرها إلى الشرابخانه السلطانية بقلعة الجبل، ولا