للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد تكلم السيوطى على كيفية ركوب السلطان فى الأعياد فقال: إنه من عادة السلطان إذا ركب فى العيدين ويوم دخول المدينة يركب وعلى رأسه العصائب، وهى صفر مطرزة بالذهب بألقابه واسمه، وترفع المظلة على رأسه وهى قبة مغشاة بأطلس أصفر مزركش عليها طائر من فضة مذهبة، يحملها بعض أمراء المئين الأكابر وهو راكب فرسه إلى جانبه، وأمامه الطبردارية مشاة بأيديهم الاطبار، انتهى.

وقد تكلم كترمير على كيفية موكب الملك الظاهر بيبرس فى خروجه من قلعة الجبل فى هيئته الملوكية لنحو الأعياد، نقلا عن كتاب «السلوك» للمقريزى فقال: كان لون ملبسه السواد، وهو أول من اتخذ شعار السواد من ملوك مصر فى سنة تسع وخمسين وستمائة، يحاكى فى ذلك شعار الخلفاء العباسيين، فيكون عليه عمامة خفيفة من حرير بعذبة بين كتفيه نحو ذراع، وجبة من حرير سوداء واسعة الكمين قليلا لم تطرز بذهب ولا غيره وليس لها رقبة، ويلبس تحتها درعا داوديا يسمى الزردية ينسب لدروع داود ، ويكون بين العمامة والكلفته (الطاقية) قطعة من الشاش تسمى الكراته، ذات تثن وتكاميش كثيرة، طولها يقرب من ثلث ذراع وتكون فى جهات اليسار، وقد تشغل بالقصب وقد تخلو منه، وسيف بداوى يقال إنه سيف عمر بن الخطاب ، له حمالة تمر على الكتف الأيمن وتحت الأيسر على عادة العرب، وترفع عليه مظلة وتسمى جتروكانت من الحرير الأصفر المطرز بالذهب، ويعلوها مذهب فوق قبة نصف كورة من الذهب، وكان الذى يحملها أولاده أو أخوه أو أتابك العساكر أو نائب الشام وحلب، ويكون حصانه مزينا من أذنيه إلى كتفيه برقبة من الحرير الأصفر المطرز بالذهب أيضا.

وأمامه الجفتاه وهما أوجاقيان (غلامان) أشقران على كل قباء من الحرير الأصفر المطرز وكوفية، كذلك راكبان على فرسين قرطاسيين وبأيديهما ارتهاشات (رايات) من الأشرطة المذهبة تحيط بالملك، فيسيران أمامه