يحفظانه مما عسى أن يكون بالأرض من عدم الاستواء، ووراءه العصائب وهى البيارق من حرير منسوج بالقصب، فى أعلاها شئ مكبب من الشعر، بخلاف النجف فهو رايات من الحرير الأصفر الخالص.
وأمامه أيضا شبابة وهى شئ يشبه الناى، يتخذ من غاب قصير يصفر به أمامه فى المواسم والأعياد، وقال الأفريقيون: الشبابة هى المزمار وهو غابة مجوّفة وفيها عدة خروق، فإذا نفخ فيها حدث لها صوت تتنوع نغماته بوضع الأصابع على تلك الخروق وتحريكها، وتضرب حينئذ الدفوف المتخذة من الفضة أو النحاس، وتضرب أيضا أوزان بالزاى وقد ينطق بها كالصاد، وهى نوع من آلات الموسيقى لها نغمات مغان تركية.
وأمامه أيضا أربعة مختارون من العسكر شداد أقوياء، يغنون بأحسن الألحان ويكونون فرقتين تغنى إحداهما عقب الأخرى، ويمشى أمامه أيضا على أقدامهم عشرة طبردارية من أمراء الأكراد.
ويكون على شماله الجوكندار وهو من أمراء معيته حاملا نمجتين فى جراب واحد، وفى الجهة اليمنى خاصكى واحد يحمل ترسا ونمجة أخرى قد يتكئ عليها الملك، والنمجة هى الخنجر أو السيف، ويقال فيها نمجاة ونمجا، يقال سل النمجاة ليضرب بها، ونمجاة مسقطة بذهب، وطلب السلطان النمجا فلم يجدها، ويقال النمجا الشريفة السلطانية، ويقال بالشين أيضا بدل الجيم، والخاصكى هو الذى يلازم الملك فى خلواته والجماعة خاصكية، وسيأتى الكلام عليه.
ويكون أيضا على يمينه الجمقدار، وهو رجل جميل الصورة طويل القامة قوى البنية، يمسك دبوسا مذهبا رافعا يده به، وعيناه دائما إلى عينى السلطان ولا يفارقه حتى ينفض الموكب أو المجلس، وجمقدار كلمة مركبة من كلمة تركية وكلمة فارسية ومعناه حامل الدبوس.