للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإذا عاد السلطان من سفر طويل فإنه يفرش تحت أرجل فرسه شقق الحرير، وهى مقاطع من الحرير الأحمر أو الأصفر، ويكون ذلك فى عرض الطريق من باب النصر أو بين العروستين إلى باب الستارة من قصر القلعة، وفى كتاب «الإنشاء»: الشقق تؤخذ من الحرير المسمط وتفرش تحت قوائم فرس الملك، خاصة حين قدومه من سفر بعيد، يمر عليها من باب النصر، والشقق أيضا عند العجم حاجز من القماش يوضع حول الخيمة، ويسمى عندهم سرابرده، قال بهاء الدين فى سيرة صلاح الدين: ضرب الدهليز وحوله شقة دائرة، ويقال ضربت خيمة وضربت حولها شقة، وتستعمل الشقة فى أحد شقى الباب، فيقال باب بشقتين من الآبنوس، وانفتح الباب بشقتيه، وتستعمل أيضا فى ألواح المعادن أى الصفائح المتخذة منها، فيقال جعل على سطح المسجد من شقق الرصاص سبعة آلاف شقة وسبعمائة شقة انتهى.

وقوله: «كفت» نقل كترمير عن كتاب «السلوك» أن الكفت غشاوة خفيفة من الذهب أو الفضة فوق نحو النحاس، يقال: كفت مهمازه بالذهب؛ غشّاه به، ويقال: نحاس مكفت بالذهب، وكان كثير الاستعمال فى زمن سلاطين الجراكسة، بحيث لا تكاد دار بالقاهرة تخلو من النحاس المكفت، وفى ابن إياس: فولاذ مكفت بالذهب، وفى أبى الفداء: السروج واللجم المكفتة، وفى موضع آخر منه: الركب المكفتة بالذهب، وفى موضع آخر: جعل عليه حجرين من الماس مكفتين بالذهب والفضة، وجمع الكفت أكفات وكفتات، وعن المقريزى الكفت هو ما تطعم به أوانى النحاس من الذهب والفضة، والكفتى هو صانعه، وكان للكفتيين سوق يعرف بسوق الكفتيين بالقاهرة، والتكفيت خلاف التطعيم، فإنه يقال خشب مطعم بالعاج والآبنوس والنحاس المطعم، وصنع تابوتا من الآبنوس المطعم بالذهب، ولا يقال: خشب مكفت بالعاج مثلا، ويقرب من التكفيت التزميك، وهو إلصاق الذهب أو الفضة بالشئ لتزيينه أى تلبيسه به وتطعيمه إياه، كان يحفر نحو الخشب ويثبت فيه