وفى كتاب «ديوان الإنشاء» أيضا أن رأس الدرج كان يسمى فى اصطلاح الكتاب طرة، ثم سموا ما يكتب فى رأس الدرج طرة كأنه من تسمية الشئ باسم محله، والطرة فى الأصل طرف الثوب الذى لا هدب فيه، ويجوز أن يكون مصطلح الكتاب مأخوذا من الطر وهو القطع؛ لأن الطرة مقتطعة من الكتاب بالبياض الفاصل بينهما، ومنه سمى الشعر المنفصل عن الشعر المتصل طرة، وفيه أيضا أن الطرة ما يكتب بعد الصدور وأن التوقيع يتركب من الطرة والمتن، وإن كتبت الطرة بالذهب كتب الاسم الشريف بالذهب، وقال أيضا: وتكتب الطرة أول الكتاب بأول الورق من غير بسملة، وقد تستعمل الطرة بمعنى نوع من النقود أو النقش الذي عليها، ففى الجبرتى: مائة شريفى طرة، ووردت سكة دينار عليها طرة، ودراهم عليها اسمه وطرته، ويقال ثلثمائة طرة ا. هـ.
وفى «ديوان الإنشاء» أيضا أن عادة الكتاب أن يتركوا بعد الطرة إما وصلين أو ثلاثة ثم يكتبوا البسملة فى أول الوصل الثالث أو الرابع، قال: وقد يترك بعد وصل الطرة بياض قدر ستة أوصال أو خمسة، ويبتدأ فى أعلى الوصل الوالى لذلك بالبسملة، وقال أيضا إذا انتهت الألقاب يترك وصل أبيض، والأوصال هى القطع المجتمعة من ورق أو خشب أو غيره، قال أبو المحاسن: كتب أوصال الكتب مقلوبة، وفى «فاكهة الخلفاء»: ابتدأ الكلام بعد عدة أوصال، وقال المقريزى: المنبر مركب من ستة وثلاثين ألف وصل، وقال: كرسى مكسوّ الأوصال بالفضة، وفى جغرافية عربية ثلاث وعشرون معدية مدت عليها أوصال الخشب، انتهى.
ومن الوظائف السلطانية أيضا نظر المواريث وصاحبها يسمى ناظر المواريث، قال المقريزى: المواريث فى الدولة الفاطمية لم تكن كما هى عليه اليوم، فإنه كان مذهبهم توريث ذوى الأرحام، وأن البنت إذا انفردت استحقت المال بأجمعه، فلما انقضت أيامهم واستولت الدولة الأيوبية ثم الدولة التركية