وقال أبو الفداء: ركب الملك العزيز فى دست السلطنة وسار إلى مصر فى دست السلطنة، وقال أبو المحاسن: ركب هارون فى دسته، وفى تاريخ أحمد العسقلانى: كان دخولهم فى دست كبير وأبهة هائلة، ويطلق على صدر المجلس ومن هنا اشتق التخت، يقال: كان الملك جالسا فى دست مملكته ودفعه إلى دست مملكة وأجلسه فيه وأرى اليوم دست الملك أصبح خاليا، ومن معانيه أيضا: القدر، يقال: تركوا اللحوم فى الدسوت وتركوا حوائجهم وكوانينهم ودسوتهم، ويقال: دسوتهم عمالة بالليل والنهار. انتهى.
وأما كتاب الدرج فهم دون كتاب الدست فى الرتبة، سموا بذلك لغلبة كتابتهم فى درج الورق الخزائنى كما قال صاحب «ديوان الإنشاء» قال: وغالبا يكونون من أولاد كتاب الدست، وهم قاصرون على كتابة ما يعينه عليهم كاتم السر من خلاص الحقوق وصغار التواقيع والمراسيم وأوراق الطريق والمسطرات والمسودات ونحو ذلك، وهؤلاء يجوز أن يطلق عليهم كتاب الإنشاء لأنهم يكتبون ما ينشأ من المكاتبات بالديوان، وقال ابن حاجب النعمان فى «ذخيرة الكتاب»: الدرج فى الأصل اسم للفعل من درجت الكتاب أدرجه إذا أسرعت فيه، وأدرجه إدراجا إذا جعله على مطاويه، واشتق من ذلك مدرج ومدرجة وجمعه مدارج اسم لورقة أو كتاب، وفى «خطط المقريزى»: يجعل ما يكتب فيه صحفا مدرجة، وفى «تاريخ الأندلس»: فى داخل الكتاب مدرجة مصبوغة مكتوبة بفضة، وفى «تاريخ حلب»: قرأت فى مدرج فيه تعاليق من الحوادث، وفى القاموس: الدرج بفتح فسكون ويحرك هو الذى يكتب فيه اه، وفى ابن إياس: صوّرت للرشيد صورة الدنيا كلها فى درج، وفى «ديوان الإنشاء»: كان يبدأ بكتابة الطرة فى أول الدرج، وأما كتام السر بغزة وسيس وثغر الإسكندرية والكرك، ففى ديوان الإنشاء كان لا يعبر عنهم إلا بكتاب الدرج ولا يطلق عليهم كتاب الإنشاء.