وقال فى موضع آخر: رأس نوبة الأمراء لقب قائم على أمير قائم على الأمراء فى الأمر والنهى والحكم عليهم فيما بينهم، ويجلس من مجلس السلطان برأس الميسرة، وتبطل هذه الوظيفة أحيانا ولا يكتب لها تقليد، وقال أيضا: كان السلطان إذا كتب إلى رأس نوبة الأمراء يستعمل له ما يكتب لأمير سلاح، فيقال: أعز الله تعالى نصرة الجناب العالى، وفى العلامة يكتب أخوه، وفى «المنهل الصافى» لأبى المحاسن أن هذه الوظيفة مفقودة فى عصرنا من الديار المصرية وكانت فى السابق تعادل الاطابيكية، وقبل بطلانها من الدولة الناصرية دولة فرج بن برقوق كانت تسمى رأس نوبة الأمراء ورأس نوبة النوب، وفى «تاريخ مصر» لابن قاضى شهبة أن رأس نوبة الجمدارية هو رئيس المتناوبين فى خدمة السلطان والمقربين عنده، فالنوبة مأخوذة من التناوب وهو التعاقب فى الشئ. انتهى.
وأما نقابة الجيوش فهى رتبة فى الدولة التركية من الرتب الجليلة ومتوليها كأحد الحجاب الصغار، وله تحلية الجند فى عرضهم ومعه يمشى النقباء، فإذا طلب السلطان أو النائب أو حاجب الحجاب أميرا أو جنديا كان هو المخاطب فى الإرسال إليه وهو المنوط بإحضاره، وهو الذى يمشى بالحراسة السلطانية فى الموكب حالة السرحة وفى مدة السفر، ثم انحطت هذه الرتبة اليوم، وصار نقيب الجيش عبارة عن كبير من النجباء المعدين لترويع خلق الله تعالى وأخذ أموالهم بالباطل، ويقولون هذا حق الطريق، والويل لمن نازعهم فى ذلك.
وأما الولاية فهى التى يسميها السلف الشرطة، وبعضهم يقول صاحب العسس، والعسس الطواف بالليل لتتبع أهل الريب، وأول من عس بالليل عبد الله بن مسعود ﵁ أمره أبو بكر الصديق ﵁ بعس المدينة، وكان عمر ﵁ يتولى فى خلافته العسس بنفسه ومعه مولاه أسلم ﵁، وربما استصحب معه عبد الرحمن بن عوف رضى الله