عنه، وقد نقل كترمير عن بعض التواريخ بعض ما يتعلق بوظيفة الشرطة ونحوها فقال: كان متولى القاهرة يسمى صاحب الشرطة وأول من جعل ذلك عثمان ابن عفان ﵁، وفى القاموس: الشرطة بالضم واحد الشرط كصرد، وهم طائفة من أعوان الولاة، وهو شرطى كتركى وشرطى كجهنى، سموا بذلك لأنهم علموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها، انتهى.
قال كترمير: والولاة فى المدينة هم أصحاب الشرطة، ترد عليهم حوادث الاخطاط بواسطة من تحتهم من الشرطية-أعنى العساكر-فيسجلونها عندهم ثم ترد على السلطان، وعليهم الطواف بالليل فى الحارات والأزقة، والفرس يسمون الضابط المأمون بالطواف ليلا بالشحنة، وفى القاموس: الشحنة فى البلد من فيه الكفاية لضبطها من جهة السلطان، وفى تاريخ ابن خلدون عند الكلام على التتار أنهم أقاموا فى أمرائهم أميرا ومعه عساكر منهم لحماية البلاد يسمونهم بالشحنة، ثم قال فى موضع آخر: وكانت شحنة صاحب التخت لا تزال ببغداد إلى أن ملك غازان فأفرد الشحنة وأفرد اسمه فى السكة، وتجمع الشحنة على شحن وشحانى، قال فى «مسالك الأبصار»: استقرت شحانيهم بهذه البلاد، وتارة تطلق الشحنة على مأمور أو رئيس، وفى كتاب ابن بطوطة كان إذ ذاك فلان شحنة العمارة أى مأمورها، وقال خليل الظاهرى فى كتابه:
الشحنة الذى على المناخات وفعله شحن أى رتب الشحنة، وقال بهاء الدين:
شحن على الخابور يعنى رتب أميرا على مدينة الخابور، ويقال للوظيفة شحنكية، قال ابن خلدون: مذ فارقت شحنكية بغداد، ويقال شحنكية حلب، وولاه الشحنكية استقلالا، وبطلت الشحنكية، فالشحنة كلمة مستعملة فى لغة الفرس حصل فيها تصرف كما سبق، وقد بسط الكلام على ذلك ابن خلدون فى مقدمته، انتهى، كترمير. قال: والوالى هو الذى يقيم الحدود ويفتش الجيوش، وبأمره تفتح أبواب المدينة وتقفل، وعليه خفارة