للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خزائن الأموال وخانات التجار وغيرها، ولا ينام خارج المدينة إلا بإذن مكتوب، وكان يضرب على بابه الطبلخاناه ويكتب له فى الرسوم عنوان الولاية.

والمحتسب هو حاكم الضبطية، ومن خصائصه معاقبة أرباب الجنايات التى تحصل فى نحو الأسواق والشوارع، ويفصل القضايا المتعلقة بالتجارة، وله النظر فى المكاييل والموازين والتكلم على النساء الزوانى، وفى «تاريخ العتبى»:

نفقت سوق الاحتساب للدرر فوق الأكتاف؛ أى راجت هذه الوظيفة بالضرب على الأكتاف بالدرة؛ وهى الجلدة التى يؤدب بها، وتسمى وظيفة المحتسب الحسبة، وفى الجبرتى أن وظيفة أمين الاحتساب وظيفة قضاء، وله التحكم والعدالة والتكلم على جميع الأشياء، فكان لا يتولاها إلا المتضلع من جميع المعارف والعلوم والقوانين حتى على من يتصدر لتقرير العلوم، فيحضر مجلسه ويباحثه فإن وجد فيه أهلية للإلقاء أذن له بالتصدر وإلا منعه حتى يستكمل، وكذلك الأطباء والجرائحية حتى البياطرة والبزادزة ومعلمى الأطفال فى المكاتب ومعلمى السباحة فى الماء، والنظر فى وسق المراكب فى الأسفار وأحمال الدواب فى نقل الأشياء ومقادير روايا الماء، وغير ذلك مما يطول شرحه، وفى ذلك مؤلف للشيخ ابن الرفعة.

ونظر بيت المال كان وظيفة جليلة معتبرة وموضوع متوليها التحدث فى حمول المملكة مصرا وشاما إلى بيت المال بقلعة الجبل، وفى صرف ما ينصرف منه تارة بالوزن وتارة بالتسبب بالأقلام، وكان أبدا يصعد ناظر بيت المال ومعه شهود بيت المال وصيرفى بيت المال وكاتب المال إلى قلعة الجبل فيكون له هناك أمر ونهى وحالة جليلة؛ لكثرة الحمول الواردة وخروج الأموال المصروفة لأهل الدولة، وكانت أمرا عظيما بحيث إنها بلغت فى السنة نحو أربعمائة ألف دينار، وكان لا يلى نظر بيت المال إلا من هو من ذوى العدالات المبرزة.