للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التجار فى البلاد المصرية، وجريان سماحنا فى الخمسمائة فرق، إلى آخر ما شرحتموه من الكتاب المعلن بصريح وثاقه، صدق الاعتماد فى كل ما صدر من جهتنا الحرمية، ومطلوبك منا إيصال الكتب المرسلة على يدنا لمحلها، أحدها الولد حيدرتيبو سلطان، والثانى لإمام مسكت، والثالث لوكيلكم بالمخا، فقد وصلت إلينا وأرسلناها بيد معتمد من طرفنا لأصحابها طبق المرام، وإن شاء الله عن قريب يجيئكم الجواب، وما كان من همتنا فى جلب التجار إلى الديار المصرية باعتمادنا لخطكم وأكيد قولكم، فنرجو الله ما نعتمد خلافه، وقد كان تجار بندرنا المعمور فى روع من الأكاذيب المختلفة على أموالهم وصدورها لطرفكم، وحين ورد منكم هذا القول الأكيد صممنا على كافة تجارنا فى أسباب الجلب إليكم، وتعهدنا لهم بكامل ما توهمته ضمائرهم من ضد الأمان على أموالهم، وإنما كان الانتظار منا لوفود قنجتنا ورسولنا المصدر إليكم فلما كان اليوم السابع من شهرنا هذا وصل المذكور إلينا بيده كتاب وكيلك المعتمد الوزير بوسليك، المعلن بمزيد الالتفات لوفادنا إليك، وهمته فى أمور مرسلاتنا من البن وغيره، وعند وصول ذلك استعجلنا تجارنا بالبندر المذكور فى تشهيل ما هو واصلكم من الأبنان وغيرها، وهى خمس مراكب مشحونة من طرف تجارنا، وما فيها مما هو مسطور أعلاه باسمنا فهو لنا وصحبتهم قنجتنا ومراسلينا بالسطور، فالمطلوب عند وصولهم إلى السويس ترسلوا من طرفكم عساكر يحافظون على الأبنان، إلى أن تصلكم إلى مصر لبيعها، فعند عودهم بأثمانها كذلك تشيعوهم بالعساكر إلى أن تحل سفائنهم، حرصا عليهم من خطر الطريق، فإننا ما أمكن لنا تأمين التجار على هذا المقدار إلا بأشد علاج، وما صدر هذا القدر إلا بصدد التجربة من شدة ما تأكد لديهم من توهيم الأكاذيب، حيث لم يكن بيننا وبينكم إلا العرب، فالآن إذا شاهد التجار مزيد الاعتناء بأموالهم، ومحافظتها من مخاطرات الأسفار والاحتفال بإكرامهم هرعوا بالجلب إلى طرفكم في كل آن، ونرجو بهمتنا تلك الطرقات