تصحبوهم بالعسكر من طرفكم ليكونوا حافظين لهم من شرور الطريق، لأن هذه المرة ما أرسل إليكم هذا المقدار إلا للتجربة والاستخبار من أعيان التجار، وعند مشاهدة الاحتفال بهم فى كل حال يرسلون إليكم نفائس أموالهم ويهرعون بالجلب لطرفكم، وتنجح المطالب وتحصل الثمرات، وتأمن الطرقات بأحسن مما كانت من الأمان، وأعظم مما سبق فى غابر الأزمان، ويكثر بحول الله الوارد إليكم من الأسباب الحجازية، وكذلك لنا بن فى المراكب فمأمولنا منكم إلقاء النظر على خدامنا، وبذل الهمة فيما هو من طرفنا، وأنتم كذلك لكم عندنا مزيد الإكرام فى كل مرام، والسلام، تحريرا فى ثمانية شهر القعدة سنة ألف ومائتين وثلاثة عشر، وفى آخره قد وصل هذا الكتاب لمصر فى ستة عشر يوما خلت من شهر الحجة، فيكون مدة وصوله من مكة إلى مصر ثمانية وعشرين يوما، انتهى.
وفى كتاب «الأنيس المفيد» لدساسى أنه بعد وصول هذا الكتاب بسبعة أيام وصلت مكاتيب البشارة للخاص والعام، بوصول أحد عشر داوا إلى بندر السويس بسلام، ثم ذكر دساسى مكاتبة أيضا من الشريف غالب إلى بونابرت نفسه، سابقة فى التاريخ على مكاتبته لبوسليك، ونصه: كتاب الشريف غالب ابن مساعد شريف مكة إلى أمير الجيوش الفرنساوية بونابارت محل الخاتم المكتوب فى وسطه عبده غالب بن مساعد سنة ١٢١٣، وفى أعلاه مكتوب استنادى إلى الله، وفى أسفله اعتمادى على الله، وفى أحد الجانبين مرادى رضا الله، وفى الجانب الآخر اعتقادى فى الله، من الشريف غالب بن مساعد شريف مكة المشرفة إلى قدوة أعيان أقرانه الدولة الفرنساوية، وعمدة أركان أخدانه الجماهير بسداد همته الوفية محبنا بونابارت سر عسكر، ومقدام كبرائهم فى كل مصدر، وبعد فداعى التحرير، وموجب التسطير، وصول كتابك، وإحاطة علمنا بما حواه خطابك، وما ذكرت من وصول كتبنا، وتصفح مضمونها وإرسال القول من طرفكم، بما يوجب تبيان حدود رسومات أموال