للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم قال الجبرتى: وفى شهر ذى الحجة من تلك السنة حضر إلى السويس سبع داوات بها بن وبهار وبضائع تجارية، وفيها لشريف مكة نحو خمسمائة فرق بن (الفرق بسكون الراء زنبيل يسع أربعة قناطير من البن، بخلاف الفرق بفتحها فهو مكيال شامى يسع ثلاث آصع بالصاع الشرعى)، وكانت الإنجليز منعتهم الحضور فكاتبهم الشريف فأطلقوهم بعد أن أخذوا منهم العشور، وسامح الفرنسيس الشريف من أخذ العشور؛ لأنه أرسل لهم مكاتبة بسبب ذلك وهدية قبل وصول المراكب إلى السويس بنحو عشرين يوما، وطبعوا صورتها فى أوراق وألصقوها بالأسواق وهى خطاب لبوسليك، صورته: من الشريف غالب بن مساعد شريف مكة المشرفة، إلى عين أعيانه وعمدة إخوانه بوسليك مدبر أمور جمهور الفرنساوية، وممهد بنيان السياسة بسداد همته الوفية وبعد فإنه وصل إلينا كتابك، وفهمنا كامل ما حواه خطابك، وأنك أرسلت هجانا برفع العشور عن البن، وبذلت الهمة فى شأن التصرف فى نفاذ بيعه، وتأملنا فى كتابك فوجدنا من صدق مقاله ما أوجب تمسكنا بوثاق الاعتماد، وزوال غياهب الشك فى كل المراد، ووجب الآن علينا تكوين أسباب المصادقة، والمبادرة فيما ينظم مهمات تسليك الطرق بيننا وزوال المناكرة، وقد سيرنا الآن إلى طرفكم خمسة مراكب مشحونة من نفس بندرنا جدة المعمورة فى هذا الأوان، ولم يمكنا خروج هذا القدر إلا بعلاج، لعدم اطمئنان التجار؛ لأن كثرة أكاذيب الأخبار أوجبت لهم مزيد الارتياب والأعذار، بحيث ما بيننا وبينكم إلا العربان المختلفة على ممر الأزمان، وأما نحن فقد جاءتنا منكم هذه المكاتيب، التى أوجبت عندنا من خطاب كتبكم زوال تلك الظنون والأكاذيب، فخاطرنا مستقر بالطمأنينة من قبلكم، لما ثبت عندنا من ألفاظ كتبكم، والمطلوب فى حال وصول كتابنا إليكم إرسال عسكر من لديكم إلى بندر السويس لبيع التجار ليزول وقوف الأسباب وأحوال الناس، وتهتموا فى ذلك ليكون سببا فى كثرة وفود الأسباب، وعند رجوعهم بعد البيع من مصر إلى السويس، كذلك