للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليها فى القانون الأمريقي المجعول لذلك يحدث عنه بخار يلتهب أم لا، فإن كان يحدث عنه ذلك أعيد تكريره ثانية، وإن لم يحدث عنه التهاب كان صالحا للاستصباح فحينئذ يعرض للتجارة.

وطريق اختباره أن يملأ منه إناء من الصينى مثلا، ويغمس فيه ترمومتر ثم يسخن الزيت بواسطة مصباح كؤل، فإذا وصل الترمومتر إلى ثلاث وأربعين درجة وثلث وهى الحد القانونى، فإنه يمر على سطح النفط المسخن بعود كبريت ملتهب، فإن التهبت الأبخرة المتصاعدة منه أعيد تكريره وإلا فلا.

وبعد الاستحصال على زيت الاستصباح يزاد فى درجة الحرارة للاستحصال على البارافين، وهو كربور الأيدروجين الصلب الذى يستحيل إلى بخار ويتكثف إلى حالة الزبدة فى سائل التقطير، ثم يفصل عن النفط المختلط به بواسطة ضغطه فى مكبس مائى فينفصل، ويبقى على صينية المكبس فى هيئة عجينة جافة بيضاء نصف شفافة، وهى التى يعمل منها شمع الزخرفة.

وبعد استخراج جميع هذه المواد لا يبقى فى أجهزة التقطير إلا مادة سوداء فحمية صلبة قليلا أو كثيرا وهى الغاز المستعمل في الوقود لنحو الطبخ، وكثيرا ما يسيح ويخلط بالرمل والحصى، ويجعل من ذلك مادة تستعمل فى تبليط الأماكن، وتارة يخلط بها السمنتو وهى ذائبة ويخفق بها حياض الماء، انتهى.

ثم إن من حوادث مدينة السويس كما فى الجبرتى أنه فى شهر ذى القعدة سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف (يعنى وقت استيلاء الفرنسيين على مصر) حضر إلى القلزم مركبان من مراكب الإنجليز، وقيل أربعة ووقفوا قبالة السويس وضربوا مدافع؛ ففر ناس من سكان السويس إلى مصر وأخبروا بذلك وأنهم صادفوا بعض داوات تحمل البن والتجارة، فحجزوها ومنعوها من الدخول إلى السويس، انتهى. (والداوات جمع داو اسم لخصوص مراكب البحر الأحمر كما فى كتب بعض الفرنج).