منهم جماعة فاستوطنوا قرية السواهجة وملكوا فيها عقارا وأملاكا، واستمرت عائلتهم بها إلى الآن.
وقد رزق الشيخ محمد بانى المسجد المتقدم أولادا، قرأ أكثرهم القرآن وجاور بعضهم بالجامع الأزهر، ومنهم ابنه الشيخ على أقام بالأزهر مدة ورجع إلى بلدة فتوفى فى الطريق بقرب بلده، فحمل ودفن بجوار المسجد، وكان معتقدا صاحب كرامات فبنى عليه والده قبة شامخة وأهل البلد يزورونه وينذرون له النذور. ومنهم ابنه الشيخ رشوان، جاور بالأزهر فى حياة أبيه أيضا وهو الآن فى وظيفة معلم العربية بمدرسة منية ابن خصيب، وهو رجل فصيح اللسان كريم النفس عالى الهمة، ولهم ببلدهم مضيفة ينزل فيها الفقراء وغيرهم. ومنهم الفاضل الشيخ أحمد مروان المالكى كان أحد مدرسى الجامع الأزهر، جاور بالأزهر بعد موت أبيه واجتهد وحصل، واستحق التدريس فأجازه أشياخه وحضروا درسه، وصار يقرأ كبار الكتب بالأزهر لا ينقطع درسه، مع قيامه بوظيفة مصحح بمطبعة المدارس الملكية والروضة بمرتب سبعمائة قرش. وقد أخبر أن جده الأدنى من جهة أمه ينتهى نسبه إلى سيدنا الحسن كما فى جرائد الأنساب.
ولاتصال نسبهم بسيدى حماد صاحب تونة الجبل رتبوا له عمل ليلة فى قريتهم كل سنة، يجتمع فيها خلق كثير، وينتصب فيها سوق يباع فيه نحو الخضر والفواكه وأنواع الحلوى والمكسرات ونحوها، ويهيئ جميع أهل البلد الدقيق والخبز ويذبحون ذبائح الغنم والجاموس، ويقومون بكفاية أهل الجمع جميعا، وإذا تقاعس أحد منهم عن هذه العادة قام عليه الباقون ويقولون له:
«لا تكن سببا فى خراب قريتنا»، لاعتقادهم أنهم إن تخلفوا عن عمل هذه الليلة فلابد، بحسب التجربة، أن يحصل لهم عطب فى زرعهم أو مواشيهم أو فى أبدانهم، فهم مجبورون بهذا الاعتقاد فى صورة مختارين، وهكذا أكثر أهل