وفيها قاض وحاكم. وفى خارجها حدائق فيها أشجار التين والزيتون والرمان والعنب والمشمش والبرتقان، وأنواع النخل من الفريحى والغزالى والسلطانى والصعيدى، وغير ذلك، ومنه العجوة التى تعرف بالمؤنة.
وهى مجمع للحاج المغربى لوقوعها فى الحد بين مصر وبلاد المغرب، وعليها طريق الواردين والصادرين من العرب القاطنين بمصر أو العقبة أو جبال المغرب أو غيرهم. وفيها يباع الرقيق كثيرا، فيسافر إليها تجار من مصر قبيل الشتاء بمتاجر يبيعونها هناك من الثياب ونحوها ويشترونه. وفيها عين جارية دائما يسقى منها النخيل والأشجار ويزرع عليها الخضر والمقاثئ والأرز والنيلة والبصل والبقول، والحبوب من قمح وشعير ونحوها، ونوع من البرسيم الحجازى لرعى البهائم. ويجلب منها إلى مصر الأرز والنيلة والمشمش والتمر.
ويقتنى فيها البقر كثيرا والغنم والإبل. وفى أرض مزارعها عزب مسكونة يقال لها السبوخ، فى واد يعرف بأم راقى، وهناك أيضا قرية تعرف بأم الصغير.
وقال السياحون: إن وادى سيوه عبارة عن عدة فراسخ مربعة كثيرة الخصوبة وبه عدة قرى كرسيها مدينة سيوه. وكان سكانها لا يكادون يدخلون تحت طاعة حكام مصر.
وفى شهر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين بعد المائتين والألف كما فى «تاريخ الجبرتى» أرسل إليها العزيز محمد على تجريدة صحبة حسن بك الشماشرجى حاكم البحرية، فتوجه إليها من البحيرة ومعه طائفة من العرب.
وفى شهر رجب رجع منها بعساكره بعد أن استولى عليها وقبض منها مبلغا من المال والتمر، وقرر عليها قدرا يقدمون به كل عام إلى الخزينة، انتهى. ودخلوا فى الطاعة من وقتئذ، وتعهد بها عرب أولاد على إلى زمن المرحوم سعيد باشا، فبطل ذلك وصارت من ضمن مديرية البحيرة.