مذهب معلق فى جهاته أقداح من الفضة، والنساء يتبعنه ويغنين مغنى مخصوصا، ليكون راضيا وينطق الأخبار الصحيحة، انتهى.
وقد كثر التردد من العرب وغيرهم بين وادى سيوة وريف مصر فى طرق متعددة فى الصحراء، حتى صارت معروفة سهلة العبور، وبها محطات معلومة فيها عيون الماء. ومدة السفر بين سيوة والإسكندرية عشرة أيام، فالخارج من الإسكندرية يبيت عند عين ماء صالحة للشرب تعرف بأم صفيف، ومنها يأخذ المسافر الماء فيبيت فى المصيلح ولا ماء بها، ثم بالمغارة فيجد فيها الماء، ثم فى سراب عبد الله، ثم فى أبى طرطور، ثم فى الحجرة ويجد فى هذه الثلاثة الماء أيضا، وجميع سيره فى أرض سهلة مستوية، ثم يسير فى الجبل يوما واحدا فيصل أول وادى سيوة. وتلك الطريق تعرف عند العرب بدروب الذرا، وهى أسهل طرقها لوجود الماء والحطب فيها، وفيها المرعى للإبل وهو شوك العاقول، ويحفها الجبل من الجهة الشمالية، والملاحة وهى أرض سبخة ذات ملح من الجهة الجنوبية، ويتوصل إلى المغارة من طريق أخرى غير طريق الإسكندرية خارجة من كرداسة مسافتها ثلاثة أيام، فمن كرداسة وهى بلدة من بلاد البحيرة إلى الطرانة، ثم إلى محل يعرف بالجغرفية ثلاثة ديور مسكونة بالرهبان أبوابها مغلقة دائما، وهى خوخ صغار أبوابها مصفحة بالحديد، وهناك يوجد النطرون، ومن هذا المحل إلى المغارة وهى أيضا طريق مستوية وفيها الماء والمرعى، ويخرج من المغارة طريق آخر إلى الواحات مسيرة أربعة أيام بلا ماء ولا مرعى؛ فيلزم سالكها استصحاب ما يحتاجه، وهى أيضا مأمونة؛ لكثرة سالكيها من عرب أولاد على والجوابيص وقبيلة سمالوط والجمعيات والزوابع والقدادفة ونحوهم.
ومن سيوة إلى الواحات الداخلة طريق فيه أودية كبيرة بها الماء والمرعى والحطب، أولها من جهة سيوة الوادى المعروف بوادى الفرج، ويليه وادى البحرية، ثم وادى السترة، وأراضى تلك الأودية صالحة للزرع، وبها آثار مبان