للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رمضان للأجهورى، وديوان خطب مشهور بليغ جدا، وكذا «بلوغ المقصود مختصر السعى المحمود فى تأليف العساكر والجنود»، وكان مشغولا قبل وفاته بنحو عشر سنين بوضع حاشية على تفسير أبى السعود، وصل فيها تسويدا إلى آخر القصص وتبييضا إلى قوله تعالى فى سورة النحل: ﴿وَ عَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ وله أيضا «حاشية على شرح القطر» وصل فيها إلى الحال، وله «رسالة فى الكلام على انشقاق القمر»، سأله فيها أهل اليمن لقطع نزاع بين طائفتين رضيا بحكمه، وله تقارير على كثير من الكتب المتداولة فى الأزهر، وغير ذلك. وكان قد اعترته أمراض على كبر سنه أبطلت بعض حركته فلزم بيته وأقعد عن القيام إلا بمساعدة، مع سلامة حواسه وحسن سمته.

وكان ربعة، متوسط القامة، كث اللحية، حاد البصر، جميل الخلق والخلق، وكان من دقة الطبع ولطفه وظرفه بالطرف الأعلى، يختلس لب جلسائه بلطف حديثه. وبالجملة فهو عالم كثير الفوائد جميل العوائد، لا يجالسه إنسان إلا ويستفيد منه ويأخذ عنه، وطريقته فى الخطبة تلين القلوب وتأخذ بالألباب، وفى الدرس تحل المشكلات وتذلل الصعاب، وتولّى الخطبة فى الأزهر بعد أن تأخر فى بيته حفيده العالم العلامة الشيخ حسن السقاء، وصار له بعد جده الحظ الأوفر فى الخطبة، وهو أحد العلماء بالجامع الأزهر، توفى الشيخ الكبير رحمه الله تعالى بمصر يوم الخميس رابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف هجرية، ودفن عصر يوم الجمعة، وصلى عليه بالجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة فى مشهد حافل ضاقت لكثرته سعة الأزهر، وحمل إلى قبره وقد خلعت قلوب الخلق حزنا عليه، ولم يبق لأحد معقول إلا طاش أسفا وحنانا إليه. ودفن بالقرافة الكبرى بجوار قبر شيخه الشيخ ثعيلب شرقى مقام العارف بالله تعالى شيخ الإسلام الشيخ الشرقاوى، عليهم جميعا سحائب الرحمة والرضوان.