ووقعت له جملة نكبات، وأخيرا بعث إلى الإسكندرية فسجن بها وبقى إلى أن قتل بها خنقا عصر يوم الجمعة وهو صائم فى السابع عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وقد أطال المقريزى فى ترجمته.
وفى:«نزهة الناظرين» أنه قتل بشبرى الخيمة وزير مصر إبراهيم باشا المتولى، فى ذى القعدة سنة ألف واثنتى عشرة هجرية، وذلك أن فرقة من العسكر كانت قد خرجت عن الطاعة ورفعت لواء العصيان، وتحالفوا على قتله إن ظفروا به، ففى يوم السبت غرة جمادى الأولى بعد أربعة أشهر من توليته خرج إلى قطع جسر أبى المنجى فهجموا عليه فضربه واحد منهم بالسيف فى وجهه فقتله، ثم احتزوا رأسه وطيف به فى القاهرة ثم علق الرأس على باب زويلة. وكان ذلك الوزير صوفى الطريقة، ثم إن الذين تولوا الوزارة بعده دبروا على هؤلاء العصاة حتى قتلوهم عن آخرهم، فقتل منهم الوزير محمد باشا الكرجى نحو الثلثمائة، والوزير حسن باشا المتولى سنة أربع عشرة قتل منهم جملة، والوزير محمد باشا المتولى سنة ست عشرة جمع العرب والعسكر وحارب باقيهم فى ناحية خانقاه سرياقوس، وقبض على جميع بيكباشياتهم وكانوا ثلاثة وعشرين ووضع فيهم الحديد، وكذا فعل باثنين وسبعين من رؤساء العصبة، وأتى بهم إلى الديوان وقتلهم جميعا، غير من قتل فى المعركة، ثم حث على القبض على جميع المفسدين فى كل جهة فكانت العرب تختطفهم من جميع الجهات وكل من أتوا به قتل لوقته، إلى أن طلع قاضى مصر محمد أفندى القلعة وكلم الوزير فى الكف عن قتل باقيهم وإنما ينفيهم إلى بلاد اليمن، فأجابه إلى ذلك وصار كل من يؤتى به إليه يضعه فى البرج، حتى وضع نحو ثلثمائة ثم أرسلهم إلى السويس مقيدين بالأداهم، محمولين على الجمال وفى أيديهم الخشب، ومن هناك أرسلوا إلى اليمن وانحسمت الفتنة، انتهى.
وكان العزيز محمد إلى يتردد إلى هذه القرية كثيرا وأنشأ فيها عمائر حسنة، من ذلك: السراى العظيمة التى بها وصارت فى ملك الخديو إسماعيل؛