للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اشتراها من عمه عبد الحليم باشا، وكان الشروع فى تلك العمائر والبساتين النضرة التى بها بعد النصف من شهر ذى الحجة من سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، فجدد العزيز لذلك جملة أطيان من ساحل شبرى إلى قريب من بركة الحج، وجرت فيه العمارات وأنشأ عدة سواق على البحر لسقى البساتين والمزارع، ثم بعد إتمام القصر حصل سقوطه فى ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ثم أعيد ثانيا بأحسن من حالته الأولى. وفى الثالث والعشرين من رجب تلك السنة حصل الشروع فى عمارة القلعة، ونادى منادى المعمار على أرباب الأشغال من البنائين والحجارين والفعلة بأن يذهبوا إلى عمارة قلعة الجبل.

وفى شهر ذى القعدة من سنة إحدى وثلاثين انهدم جانب من تلك السواقى على حين غفلة بسبب زيادة النيل، وتكسرت أخشابها وسقط معها أشخاص نجا منهم جماعة. وفى شهر جمادى الثانية من سنة اثنتين وثلاثين نزل جراد كثيرة وحل فى بساتينها وتعلق بالأشجار والأزهار، فصاحت عليه الخولة والبستانجية وأرسل العزيز إلى الحسينية وغيرها فجمعت مشاعيل كثيرة وأوقدوها وضربوا الطبول والصنوج النحاس، وأعلن العزيز بأن كل من جمع رطلا من الجراد فله قرشان، فجمع منه الصبيان والفلاحون كثيرا، ثم فى ليلة السبت التاسع عشر من الشهر قبل الغروب جاء جراد كثير من ناحية الشرق، مارّ بين السماء والأرض مثل السحاب وكان الريح ساكنا، وسقط منه كثير على الجنائن والمقائى والزّرع. فلما كان نصف الليل هبت ريح جنوبية استمرت إلى نصف النهار وأثارت غبارا أصفر دام إلى ما بعد العصر فكانت سببا فى طرد الجراد، فسبحان الحكيم فى صنعه، انتهى من تاريخ الجبرتى.

ومن إنشاءات العزيز بها اصطبلات الخيول التى رباها هناك لتحسن وتكثر كميتها في بلاد مصر لأهميتها والحاجة إليها، خصوصا للعساكر والجهات المهمة. قال هامون الفرانساوى الذى كان ناظرا على مدرسة البياطرة وعلى الاصطبلات زمن العزيز محمد على فى كتابه الذى ألفه على مصر: إن مصر