للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشرة سنة فإن النتاج يأتى مثل أبيه سواء فينبغى استعمال ذلك فى كل الجهات، واستبان أنه لا مانع من تشغيل الخيل فى الأشغال الخفيفة وذلك لا يضر الحوامل، إلا فى الشهر التاسع، وأن الخيل الضخمة أقل علوقا من الخفيفة، وأنه لا مانع من إنزاء الحصان كل يوم إن كان صحيح البنية صحة جيدة.

وقد أرسل العزيز طلوقة من أحسن خيول الإنجليز فأنزاه على فرس نجدية جيدة، فكان نتاجه بعد سنين جميلا جدا ثم أخذ فى الهزال واعترته الأمراض فترك طلوقته، كما ترك طلوقة الحصان المصرى والحصان الشامى، وفى سنة ألف وثمانمائة واثنتين وأربعين ميلادية كانت الذكران الطلوقات الموجودة فى اصطبلات شبرى اثنين وثلاثين حصانا، ما بين نجدى وعنزى وشامى ومصرى، وكان هناك طلوقة واحد إنكليزى وواحد مسكوبى، أردؤها المسكوبى وأحسنها النجدى. وفى هذا التاريخ كان مختار باشا ناظر المدارس فأضيف إليه نظر الاصطبلات، فحصلت منه المساعدة فى نحو المرمات والمؤنة وماهيات المستخدمين ثم مات فأهمل ذلك. وكان فى ذلك الوقت اصطبل فى نبروه فيه مائة وثلاثون فرسا من خيول شبرى، وقد هم العزيز بعمل اصطبلات فى المديريات على نمط ما ذكرنا فلم يتم ذلك.

ولما رأى الأمراء والأعيان وعائلة العزيز رغبته فى تكثير الخيل واعتناءه بأمرها رغبوا فى ذلك وأكثروا من اقتنائها واجتهدوا فى تخيرها، فكان لسرعسكر والد الخديوى إسماعيل اصطبلات بجوار قصر النيل فيها نحو الأربعمائة فرس، جميعها عراب جياد، فندبنى أن أرتب لها ما رتبته لاصطبلات العزيز من تحسين الأبنية والأغذية وخلافها ففعلت؛ فعادانى المستخدمون وعابوا علىّ أمورا حسدا منهم؛ فتركتها.

وكذا كان لعباس باشا اصطبلات فى المطرية تقرب خيولها من مائتين، أغلبها من خيل العرب قد جعل عليها رجلا حجازيا، ولحبه للخيل أطعم نتاجها لبن الجمال والنمر وجعل اصطبلاتها بهيئة اصطبلات شبرى المرتفعة