للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حشائش مختلفة من بلاد أوروبا وأفريقا وآسيا وغيرها بحيث لا تنقطع طول السنة، فتارة تأكل الحشيش الأخضر وتارة تأكل العلف اليابس مثل التبن، من غير إدامة أحدهما مدة طويلة، وجعل للمولود علفا من الشعير المدشوش يطعمه بعد ثمانية أيام من ولادته، وكلما تقدم فى العمر زيد فى عليقه إلى ثلاث سنين، ورتب للمهارة الخروج إلى الميادين المتسعة كل يوم قطعة من الزمن.

وللتحرى فى حفظ الأجناس والبعد عن تجنيسها جعل للخيل نمرا منقوشة على حوافرها، يعرف بها جنس الذكور الذى يليق أن ينزو على جنس الإناث، بحيث يعرف أن نمرة كذا من الذكور تناسب نمرة كذا من الإناث، وجعل لذلك دفترا وجعل إطلاقها لا يكون إلا بحضرة المستخدمين من الأوروباويين؛ لزيادة الضبط، ورتب لها الشعير مدشوشا زاعما أن نصف العليق إذا كان مدشوشا يقوم مقام العليق الكامل وأعطاه لها كل يوم مرتين، وأبطل إقامتها على البرسيم خمسة أشهر مرة واحدة، بل رتب لها العليق والتبن بعد شهرين من ذلك ثم بعد أيام ترد للبرسيم ثانيا. واتخذ لها الحمامات الباردة فى زمن الصيف.

فبجميع تلك الأسباب حسنت أحوالها وكثر نتاجها، فكان يحمل من المائة كل سنة نحو التسعين ولا تلد إلا جيادا، وجعل فطام النتاج بعد ثلاثة أشهر من ولادته، والنزو على الفرس بعد ثمانية أيام من ولادتها وبعض الخيل بعد أربعة أيام.

قال: وقد جربت ما يقوله بعض العرب من أنه لا بد من إجراء الفرس بعد النزو عليها حتى تعلق فلم أجده ضروريا.

ومن التجربة استبان أن النتاج المتغذى من النبات الأخضر يكون نموّه أقل من المتغذى بالعليق والتبن الناعم، وأن الناتج من الفرس المصرية والحصان النجدى أول مرة يكون أحسن من أمه قليلا، والبطن الثانية يقرب وصفها من أبيها، والبطن الثالثة تزبد فى القرب إلى أبيها، وهكذا فإذا استمر ذلك أربع