للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها، وبعضها مصاب بداء السقاوة أو الديبة أو السراجة أو البرص، ونحو ذلك، وأن الطلوقات مربوطة كذلك فى اصطبل على حدتها بالقرب من الإناث وأكثرها طاعن فى السن، وأغلبها مجنس من المصرى والشامى والدنقلاوى والنجدى، وتسقى وهى مربوطة فى مكانها، وفى زمن الربيع وهو خمسة أشهر تكون مربوطة على البرسيم كذلك، وبعد البرسيم تربط فى الاصطبلات فتطعم التبن والعليق من غير تدريج، وكل ذلك جالب للأمراض وعدم كثرة النتاج، ومن موجبات رداءة النتاج وتجنيسه وعدم كثرة الحمل، إنهم فى كل ستة أسابيع من أشهر الربيع يقدمون الطلوقات للإناث بدون تحر ولا ملاحظة لإطلاق الجنس على جنسه ومن غير اعتبار للأوقات التى يحسن حمل الخيل فيها، فمن ذلك كان لا يحمل من المائة أنثى إلا نحو الخمسين فإذا ولدت يموت من نتاجها نحو الثلثين، والذى لا يموت منها يلحق باصطبل بالأزبكية على الهيئة التى وصفناها.

ومن الإهمال أن مريض الخيل كان يربط مع صحيحها ولو كان المرض معديا، ثم إنه عمل بجميع ذلك تقريرا بين فيه مضارها ومنافعها وموجبات صلاحها، وقدمه للعزيز فناط به أمور الخيل، ورخص له فى جميع ما يفعله، فبنى لها اصطبلات جديدة فى قطعة من أرض شبرى، طولها مائتان وثمانون مترا وعرضها مائة وثلاثة وثمانون مترا، وجعل ارتفاع البناء ثمان عشرة قدما، وجعل فى وسطها طريقا من الشمال إلى الجنوب، وجعلها ثمانية اصطبلات متفرقة، فى كل جهة أربعة، وجعل لها حيشانا متسعة ومسالك للهواء والشمس، وجعل في الجهة الجنوبية والشمالية المخازن ومساكن المستخدمين، وخصص للمرضى اصطبلا وللذكور اصطبلا، ورتب الخدم وميزهم بزى خاص. وبمقتضى أمر كريم خرج إلى البلاد فانتخب منها عدة خيول جياد وكذا من بيوت الأمراء وطرد الخيول الرديئة، وأبطل ربط الخيل بالمرة وجعلها سائبة فى الحيشان، كل صنف على حدته، وأبطل البيطرة وحدوة الأرجل، وعمل ساقية فى حوش متسع لسقيها منها، وجلب لربيعها