على شكل خف البعير سواء لكنه أكبر منه، ويكون قطر الورقة ما بين شبر إلى شبرين، ولكل ورقة قضيب مفرد فى غلظ الأصبع وطول شبرين أو أزيد ونبات كل قضيب من الأصل الذى فى الأرض، إذ ليس لهذا النبات ساق ولا ثمر، وورق القلقاس شديد الخضرة رقيق البشرة، شبيه بورق الموز فى خضرته ونعومته ورونقه ونضارته.
وقال ديوسقوريدس: إن لهذا النبات زهرا على لون الورد فإذا عقد عقد شيئا شبيها بالحراب كأنه تفاحة الماء، وفيه باقلا صغير أصغر من الباقلا اليونانى يعلو موضعه المواضع التى ليس فيها باقلا، فمن أراد أن يزرعه فإنما يأخذ ذلك الباقلا ويصيره فى كتل طين ويلقيها فى الماء فينبت، وزعم أنه يؤكل طريا ويابسا وأنه يعمل منه دقيق يشرب كالسويق، ويعمل منه حسو فيقوى المعدة وينفع من الإسهال المرئى وسحوج الأمعاء، وأن الشئ الأخضر الذى فى وسطه المر الطعم إذا سحق وخلط بدهن وقطر فى الأذن سكن وجعها.
وقال الإسرائيلى: أما نحن فما شاهدنا له زهرا، وقال: ورأيت أصل هذا النبات إذا خزن فى المنازل وجاء وقت نباته تفرع من الباقلا اللاصق به فروع، وأنبت من غير أن يظهر له زهر ولا ثمر لكن لون الباقليات نفسها كلون زهر الورد، لأنها حين تبرز وتأخذ فى النبات يخرج ما يبرز منها حسن البياض يعلق توريد يسير، قال: وما وجدنا له جفافا يمكن معه أن يكون منه سويق، ولا رأيناه السنة كلها إلا رطبا مثل بصل النرجس وبصل الزعفران ونحوه، قال: ولم نر فى وسطه هذا الأخضر الذى ذكره ديوسقوريدس، ولا وجدناه السنة كلها إلا كالموز الأخضر، أقول: كلا بل الحق ما قاله ديوسكوريدس، وأنه يجف حتى يقبل السحق، ويمكن أن يتخذ منه السويق، وهذا رأيناه عيانا. وأنه إذا جف لا فرق بينه وبين الزنجبيل فى المنظر، سوى أن القلقاس أكبر ونجد فى طعمه حدة ولذعا، وأقول عن حدس صناعى مبدؤه المشاهدة والسماع أن القلقاس زنجبيل مصرى أكسبته الأرض رطوبة فقلت حرارته وحدته، كما أن الزنجبيل