عليه من الأطباء، وله خلاف كتبه فى الطب تآليف فى علم الحكمة والفلسفة.
وذكر له ابن أبى أصيبعة رسالة فى مفردات الأدوية مرتبة على حروف المعجم ومنقسمة إلى اثنى عشر بابا، ويوجد منها فى كتبخانة باريس خمسة أبواب وبعض السادس، وله رسالة ترجم فيها نفسه فكتب فيه أن سنه إذ ذاك تسع وخمسون سنة.
وأما ابن أبى أصيبعة فهو-كما فى بعض كتب الإفرنج-موفق الدين أبو العباس أحمد بن أبى القاسم بن خليفة الخزرجى نسبة إلى قبيلة خزرج، ويعرف بابن أبى أصيبعة، ولد فى دمشق الشام سنة ستمائة من الهجرة، وتعلم على عمه رشيد الدين على بن خليفة طبيب حاذق بدمشق فى مداواة العينين، وقرأ على ابنه، وكان كحالا وجراحا ماهرا، وتلقى الفلسفة عن العالم الفيلسوفى رضىّ الدين الجلى، وتعرّف بابن البيطار وأخذ عليه دروسا فى النباتات مع عبد اللطيف وغيره من مشهورى وقته.
وفى سنة أربع وثلاثين وستمائة حضر إلى مصر وأقام بها حكيما، وبعدها بسنة توجه إلى سرخد بالشام وخدم عز الدين أيدمر بن عبد الله فكان أول الأطباء عنده، ومات فى جمادى الأولى سنة ثمان وستين وستمائة، ومن تآليفه كتاب «عيون الأنباء» الذى أورد فيه-كما وجدته فى الجزء الأول من الجرنال المشرقى ١٨٥٣ ميلادية-ترجمة ثلثمائة وثمانية وستين حكيما، منهم مائتان وتسعة وثلاثون من العرب، وثلاثة من المغاربة، وستة وثمانون من الأندلس، وثلاثة وعشرون من الفرس، وستة عشر من الروم، ومن تآليفه أيضا كتاب «التجاريب والفوائد»، وكتاب «حكايات الأطباء فى علاجات الأدواء»، وكتاب «معالم الأمم وأخبار ذوى الحكم» ونقل بعض الإفرنج من كتابه هذه الأبيات: